قرر مرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية مواصلة الحملة المتوقفة بسبب اعتداء على مدرسة يهودية، أول أمس بمدينة تولوز، والذي خلّف أربعة قتلى إسرائيليين. وبرر فرانسوا بايرو، مرشح الوسط، موقفه معتبرا أن موضوع اللاتسامح موجود في الحملة، حيث قال: ''لا نقضي على اللاتسامح بفتح قوس ثلاثة أيام. لا أذكر هذه الأحداث من زاوية انتخابية بقدر ما أنظر إليها من زاوية وطنية''. وعلّق الثنائي ساركوزي وهولاند حملتهم إلى غاية الأربعاء دون استشارة المرشحين الثمانية الآخرين. وانتقد وزير الخارجية آلان جوبي بايرو حين قال: ''لا يجب إضافة البشع على الشنيع''. وقال من جانبه جان لوك ميلونشون، مرشح جبهة اليسار، ''إن أمر مواصلة الحملة يعتبر ''مقاومة'' في حد ذاتها. ورفض المرشحان الهدنة التي قد تؤثر سلبا على الحركية السياسية الجارية في فرنسا. وحذرت الصحف الفرنسية المرشحين من التوظيف السياسي للحادثة، حيث كتبت ''ليبراسيون'' اليسارية: ''على المرشحين وساركوزي على وجه الخصوص، الابتعاد عن المزايدة أوالتوظيف السياسوي للجريمة''. ونبّهت ''لومانيتي'' (شيوعية) من توظيف ''الجرائم والألم''. لكن ''لوفيغارو'' الموالية لساركوزي كتبت: تقول ''النقاش السياسي عراكه وجمله القصيرة توضع بين قوسين، ففرنسا في حداد ومصدومة ولا يمكنها أن تبقى قابعة''. أما الصحف الأوروبية، فقد ركزت على ''الجرائم العرقية''، ف''لوسوار'' البلجيكية راهنت على ''صعوبة مواصلة الحملة لأنها أضحت الآن تحت تهديد مجزرة جديدة''، بينما حاولت ''فرانكفرتر'' الألمانية توجيه التحقيق نحو الإسلاميين بحجة الحرب التي قادها ساركوزي في ليبيا. فيما ربطت ''داي براس'' النمساوية الحادثة بمجزرة النرويج التي خلّفت 77 قتيلا بنفس الكيفية. وسجلت ''الغارديان'' البريطانية وقوع الجرائم ''وقت كان رجال السياسية الفرنسيون يستعملون لغة الحقد''. من جهته، رفع الرئيس ساركوزي مخطط ''فيجي بيرات'' إلى أقصى درجة. ويتشكل المخطط من أربع مستويات: أصفر وبرتقالي وأحمر ثم براق. يخوّل ''البراق'' للسلطات الأمنية حق توقيف الطيران المدني وقطع المياه وغلق الأنفاق. وقد وقف جل تلاميذ المدارس الفرنسية دقيقة صمت ونكّست الراية الفرنسية وتنقل ساركوزي إلى مطار رواسي لمرافقة جثامين الضحايا قبل نقلهم إلى إسرائيل لدفنهم، وكان على نفس الطائرة وزير الخارجية ألان جوبي. واستقبل ساركوزي بعدها الجالية اليهودية والمسلمة بفرنسا، حيث قررت الجاليتان إقامة مسيرة مشتركة اليوم للتنديد بالحادثة. وقال وزير الداخلية أمس، أن الجاني كان يحمل كاميرا على صدره، كما أكد إجراء تحقيقات مع عسكريين طردوا من الجيش بسبب ميولهم النازية. وقد نشرت الصحف صور ثلاثة عسكريين وضعوا علما نازيا على أجسامهم ورفعوا أيديهم للتحية على الطريقة الهتليرية.