يدلي نحو 5،44 مليون ناخب فرنسي بأصواتهم اليوم الأحد في الدورة الأولى من انتخابات لاختيار رئيس خلفا لجاك شيراك، وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (00،6 تغ) في فرنسا للدورة الأولى من الانتخابات التي يتنافس فيها 12 مرشحا, حيث سيغلق آخر مراكز الاقتراع عند الساعة 00،20 (00،18 تغ) وخصوصا في باريس والمدن الكبرى, مع العلم أن الاقتراع يجري منذ السبت بالنسبة لنصف مليون فرنسي في أراضي ما وراء البحار وفي الخارج. في بريطانيا سجل 52 ألف ناخب فرنسي في لندن وحدها، يتدفق المئات منهم على مراكز الاقتراع التي أقيم 14 منها في مقار المدرسة الفرنسية شارل ديغول وخمسة في مدن ليدز وبرمنغهام وبريستول وبلفاست (ايرلندا الشمالية) وادنبره (اسكتلندا. أما في سويسرا التي تضم اكبر جالية فرنسية في الخارج (77 ألف شخص)، أقيم 59 مركزا من أصل 155 مركزا أقيمت للفرنسيين في الخارج، حسبما ذكر جان بيار كابيلي رئيس جمعية فرنسيي سويسرا, قد سجلت مصالح الانتخابات 8،1 مليون ناخب جديد على اللوائح في الأشهر الأخيرة. وكتبت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" اليوم الأحد "ويل لمن يفوز ولا يأخذ في الاعتبار هذا الاهتمام الكبير وهذه الآمال الاستثنائيةّ", وقد عنونت هذه الصحيفة "اقتراع تاريخي مشوق إلى حد غير معقول" من جهتها، كتبت "لو باريزيان ديمانش" أن "كل شىء يمكن أن يحصل". ومع ان كلا من ساركوزي (52 عاما) وروايال (53 عاما) يبدو في وضع جيد لخوض المنافسة من جديد في الدورة الثانية التي ستنظم في السادس من ماي، دعا المحللون إلى التزام الحذر مشيرين الى النسبة الكبيرة للمترددين التي ستلعب دورا كبيرا في الاقتراع على ما يبدو. وقد أكد ثلث الناخبين في نهاية الحملة أنهم لم يحسموا أمرهم بعد, وبذلك يمكن لمرشحين آخرين هما مرشح الوسط فرنسوا بايرو وزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن، ان يبدلا المعطيات, وهما يؤكدان إنهما سينتقلان الى الدورة الثانية من الانتخابات. وعلى كل حال ستحمل هذه الانتخابات جيلا سياسيا جديدا الى السلطة في مكان جاك شيراك الذي تنتهي ولايته الرئاسية وهو في الرابعة والسبعين من العمر بعد 12 عاما أمضاها في قصر الاليزيه. وبدءا من هذه الساعة سينتظر الفرنسيون التقديرات الرسمية الأولى لمعاهد الاستطلاعات. وتحدثت مجمل الصحف الفرنسية عن إمكانية حدوث "مفاجأة" جديدة كما حدث في 21 افريل 2002 عندما تقدم لوبن على اليسار في الدورة الأولى، وهذا ما لم يكن يتوقعه أي استطلاع. ويدعو ساركوزي الى "قطيعة" مع السياسة الفرنسية السابقة ويعد بإصلاحات اقتصادية ليبرالية, وهو يتصدر استطلاعات الرأي منذ جانفي, وينتقده خصومه بسبب تقربه من اليمين المتطرف وخصوصا في مسألة الهجرة ويرون ان شخصيته "قاسية" و"تثير القلق". أما روايال التي تدعو الى ديمقراطية "تشاركية" فقد شددت على الجانب الاجتماعي وعلى أنها أول امرأة تتمتع بفرصة الوصول الى قمة السلطة في فرنسا, لكنها خاضت حملة انتخابية تخللتها تقلبات كثيرة في المواقف فاجأت مناصريها و"هفوات" في مواضيع تتعلق بالسياسة الخارجية غذت الانتقادات الموجهة لها. من جهته، حقق المرشح الوسطي فرنسوا بايرو (55 عاما) اختراقا مدهشا ومفاجئا. وقد تعهد ب"نسف" الهوة القديمة بين اليمين واليسار التي تشل البلاد بنظره, وقد تمسك بايرو بحجة متينة لإقناع الناخبين الاشتراكيين الذين ما زالوا مترددين بتأكيده انه المرشح الوحيد القادر على هزيمة ساركوزي في الدورة الثانية، حسبما كشفت استطلاعات الرأي. أما لوبن (78 عاما) فيؤكد انه سيحدث "تسونامي انتخابي" في معركته الانتخابية الخامسة والأخيرة على الأرجح. وأخيرا يبدو أن المرشحين الثمانية الآخرين وخمسة منهم من اليسار المتطرف سيخرجون من السباق في الدورة الأولى من الاقتراع. أف ب/ الشروق