الإرهاب لم ينجح في إسقاط نظام ما أو تغيير العقيدة السياسية للدولة انتقد مدير المخابرات الداخلية الفرنسية السابق، إيف بونيي، توظيف جنسية الشاب محمد مراح، الجزائرية، في حادثة ''تولوز'' التي تشغل الرأي العام الفرنسي، مؤكدا أن ''الإرهاب لم ينجح يوما في إسقاط نظام أو إحداث تغييرات في العقيدة السياسية للدولة''. دعا إيف بونيي، في تصريح ل''الخبر''، أمس، إلى ''التوقف عن القول إن هذا الشاب من أصل جزائري''. وقال: ''هذا الشاب فرنسي وهو مجرم، وقد اعترف بأنه مجرم وتبنى عمليات القتل المنسوبة له، وهنا تنتهي القصة''. وسجل مدير المخابرات الداخلية السابق بقوله أيضا: ''ليس أصله من فعل هذا وإنما هو، وقد فعل هذا لأنه إرهابي ولأنه مجرم وليس لأنه جزائري''. وبالمقابل، أشاد إيف بونيي ب''كفاءة مصالح الأمن التي أدارت العملية، فقد توصلت بسرعة إلى تحديد هويته ونشر مساره الشخصي''. ودافع إيف بونيي عن عدم تدخل المخابرات الفرنسية لتوقيف محمد مراح قبل اقتراف جريمة قتل الجنود الفرنسيين والطلاب الإسرائيليين، رغم امتلاكها معلومات عنه، بقوله: ''مصالح الأمن كانت لديها معلومات عنه، ولكن لا يمكن أن نضع شرطيا وراء كل مواطن فرنسي، ولهذا من الصعب منع وقوع حوادث مثل هذه''. وعبّر مدير المخابرات الأسبق عن ''أسفه ''لمقتل الشاب محمد مراح''، لأنه ''كان سيكون مفيدا لو تم القبض عليه للتحقيق معه ومعرفة دوافع ما قام به''. مشيرا إلى أنه ''من المهم الآن إعادة تركيب قصة الشاب محمد لاستخلاص الدروس منها''. ولفتت ''الخبر'' انتباه المتحدث إلى كون محمد مراح قد أوضح أن دوافعه هي الانتقام لمقتل الفلسطينيين ولمقتل المسلمين في أفغانستان والعراق، فأجاب: ''يجب عدم الخلط بين الأمور، فلا علاقة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بهذه الحادثة، ويجب التوقف أيضا عن حشر موضوع فلسطين في كل مكان''. وقال إيف بونيي موضحا: ''ما يحدث هو حلقة في سلسلة اسمها الإرهاب، ولكن لا يوجد إرهابي أو منظمة إرهابية استطاعت إسقاط نظام ما أو التغيير في عقيدة هذا النظام السياسية''. أما عن تأثير الحادثة في نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، فأوضح مدير المخابرات الداخلية الأسبق بالقول: ''لا أعرف بالتحديد ما هو التأثير، بما أن موعد الانتخابات ما زال بعيدا بحوالي شهر أو أكثر، ولكنني أعتقد أن الناخبين واعون بشكل كبير ويعرفون التفريق''. وأضاف: ''أقول ذلك، لأن حادثة تحرير الرهائن الفرنسيين في لبنان، في العام 1988، لم تغير من نتائج الانتخابات التي ترشح فيها جاك شيراك وفرانسوا ميتران، لكن فاز بها هذا الأخير''. من جهة أخرى، اعترف إيف بونيي ب''وجود مشاكل اندماج لدى الجاليات الجديدة في المجتمع الفرنسي، لأن المجتمعات الأصلية أصبحت لديها غيرة نوعا ما على خصوصيتها، وفي كل الأحوال يجب عدم الحكم على مشكلة الاندماج في فترة معينة أو فترة قصيرة''.