اختتم أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري، الطبعة ال 15 من الصالون الدولي للسيارات التي أظهرت العديد من التناقضات في المجتمع الجزائري بين من يبحث عن أرخص سيارة ومن يدفع ملايين الدينارات لاقتناء أخرى وآخرون يكتفون بالتفرج على السيارات المعروضة. تميّزت الطبعة ال 15 من الصالون بارتفاع عدد المؤسسات المشاركة إلى 53، حيث شغلت هذه الأخيرة كل المساحات المتوفرة في الأجنحة المخصصة للصالون لدرجة أنه تم استغلال السلالم الموجودة في الجناح المركزي لعرض السيارات، مما يحتم على منظمي الصالون من جمعية الوكلاء المعتمدين و''سافاكس'' للتفكير في حل لمتابعة تطور الصالون. كما عرف الصالون في هذه الطبعة إطلاق حوالي 50 سيارة جديدة، بالإضافة إلى جلب السيارات التي لم تنتج بعد والسيارات الكهربائية والهجينة. وقد عرف الصالون فصل الوكلاء للجانب التجاري عن العرض، حيث يقدم للزبون في الجناح الشرح التقني للسيارة. وإن أراد اقتناءها، فإن عليه الذهاب للجناح التجاري للحصول على كل المعلومات الخاصة بالبيع. الحقيقة الأخرى التي يمكن الوقوف عليها هو أن الجزائريين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، أصبحوا ينتظرون الصالون الدولي للسيارات من أجل اقتناء سيارة للاستفادة من التخفيضات التي يمنحها الوكلاء المعتمدون، مما جعل الجزائريين يرفضون اقتناء سيارة في جانفي أو فيفري بالرغم من أن الوكلاء يمنحون تخفيضات في هذه الفترة لانتظار الصالون والحصول على أكبر تخفيض ممكن. كما عرف الصالون توافد الزوار الذين جاؤوا فقط للتفرج على آخر ما أبدعه المصممون في العالم، حيث أن الكثير من الزوار يتمتعون بأخذ صور تذكارية أمام السيارات المعروضة. وما يؤكد أن الجزائريين ينتظرون الصالون لاقتناء السيارات هو عدد الطلبات التي أخذها الوكلاء المعتمدين خلال 10 أيام وتوافد الزبائن والفوضى التي عمت في بعض الأحيان، بالإضافة إلى معيدي البيع الذين كان لهم ظهور خاص بحثا منهم عن اقتناء الأنواع الأكثر طلبا بكمية كبيرة لإعادة بيعها في وقت لاحق، وما ظهر جليا أن الجزائريين بمختلف مستوياتهم يبحثون عن أحسن عرض، فلا السيارة ب 42 مليون ولا السيارة بأكثر من مليارين بقيت بعيدة عن المشترين. قرض الممول الظاهرة الجديدة عرف الصالون أيضا توجه العديد من الجزائريين نحو القرض الذي منحه بعض الوكلاء للزبائن على بعض أنواع السيارات، مما سمح لمن لا يملك القيمة الكاملة بالحصول على سيارة تسمح له بالقيام بتنقلاتهم اليومية، كما أن الإقبال على هذا القرض الجديد يوحي بتوسع رقعته إلى وكلاء آخرين خلال هذه السنة أو في الطبعة القادمة.