حل، أمس، بالجزائر رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، المستشار مصطفى عبد الجليل، في زيارة رسمية تدوم يومين بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي زيارة لم يعلن عنها رسميا إلا عشية القيام بها. واستقبل رئيس المجلس الانتقالي الليبي بمطار هواري بومدين الدولي من قبل الرئيس بوتفليقة بحضور مسؤولين في الدولة وممثلي السلك الدبلوماسي. أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بزيارة عبد الجليل الأولى للجزائر، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الليبية. ولم تصدر تصريحات عن مصطفى عبد الجليل بمطار الجزائر الدولي، فيما أكد وزير الخارجية مراد مدلسي على أهمية هذه الزيارة ''باعتبارها الأولى على هذا المستوى بعد ثورة 17 فيفري''، كما أعرب عن الأمل في أن تكون هذه الزيارة دفعة قوية لتطوير العلاقات. وأعلنت الحكومة الليبية أن مباحثات المستشار عبد الجليل مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستتناول العديد من الملفات ذات العلاقة بالتعاون الثنائي، ومن بينها التعاون الأمني وتأمين الحدود، باعتبار أن البلدين جاران ويرتبطان بتاريخ ومصالح مشتركة. وأوضح المتحدث باسم الحكومة الليبية، في تصريح له قبل وصول المستشار عبد الجليل إلى الجزائر، ''أن هذه الزيارة ستكون مناسبة للتشاور والتنسيق حيال العديد من القضايا بما فيها مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، بالإضافة إلى آخر التطورات في دول الجوار، والأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة وما تفرضه من تحديات''، مستخدما نفس التعبير الصادر في بيان الرئاسة الجزائرية يوم السبت الماضي. ومهد الطرفان لهذه الزيارة بإجراءات وتصريحات لتخفيف الأجواء المشحونة بين البلدين، بالتأكيد على رغبة البلدين في فتح صفحة جديدة في علاقاتهما وإجراء سلسلة لقاءات على مستوى عال بباريس والدوحة، وتبادل زيارات على المستوى الوزاري توجت بسلسلة من الاتفاقيات لتعزيز أمن الحدود، واتخاذ إجراءات ثقة تضمنت قيام الحكومة الجزائرية بمنع عائلة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من إصدار أي تصريحات للتحريض ضد حكام ليبيا الجدد، فيما قلصت طرابلس من حملاتها السياسية والإعلامية تجاه الجزائر.