سيظل تاريخ 17 أفريل 2012 راسخا في ذاكرة مواطني ولاية بشار، ذلك أن الاستحقاق الرياضي الذي حققه فريق شبيبة الساورة، بتحليقه في سماء المحترف الأول، لم يكن أحد يتوقع حدوثه. إلا أن نشوة الفوز الذي حققه هذا الفريق المغمور لم تضاهها أي فرحة، سوى تلك التي حققها المنتخب الوطني بتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا. أحدث فريق الساورة زلزالا في الساحة الرياضية بولايات الجنوب على العموم، وولاية بشار على الخصوص، ذلك أن هذا النادي استطاع أن يجد له حضورا في قلوب البشاريين. يقول مراد بلخضر، أحد مسيري الشبيبة، ''إن تطلعاتنا كانت منافسة الكبار، والوصول باسم ولايتنا إلى جميع المحافل الرياضية الكبرى، رغم أن البداية كانت صعبة، إلا أن التحدي الذي رفعناه، والذي ترافق مع السخاء المالي الكبير الذي وفره رئيس الفريق زرواطي وعزيمة لاعبينا، وجمهورنا الوفي الذي كان في المستوى، كلها اعتبارات ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، الذي حققناه، وآن لسكان الجنوب أن يفتخروا بهذا النادي''. وعاد بنا بلخضر إلى السنوات الأولى لنشأة الشبيبة ليقول إن الفريق حقق المراتب الأولى في جميع الاستحقاقات الرياضية، ''وبالتالي فتتويجنا بهذا التأهل هو تكملة لسلسلة الانتصارات الرياضية التي حققناها منذ منذ 2008، حيث كانت البداية من جهوي رابطة بشار، ثم الصعود إلى ما بين الرابطات، وما تلاها من مواسم رياضية''، مضيفا أن الفريق كان من المقرر أن يكون ضمن المحترف الأول، ''لولا تأخر إيداع ملف الاحتراف، سيما وأن الأمور كانت آنذاك غير واضحة''. ويضيف محدثنا ''ما يزيدنا فخرا هو أن التشكيلة هي 70 بالمائة من أبناء ولاية بشار، فضلا على أن الطاقم الإداري والتقني والطبي كلهم من أبناء الولاية، ما يعني أن الاستحقاق هو ''انتصار بشاري خالص''، ما يضع حدا لكل المزايدات من هنا وهناك، ويزيد من قيمة هذا الإنجاز الهام، لأن ما تعودنا عليه في عالم كرة القدم أن جميع الفريق والنوادي تستعين بخبرات من خارج ولايتها للظفر باستحقاقات رياضية، أما نحن ف''الإنجاز كان بشاريا، وهو صناعة بشارية خالصة''. وعرج بلخضر على محاولات عدة جهات ''للتقليل من انتصارات فريقنا، والسعي لتشويهها بدعايات مغرضة، فاعتبر أن الفريق ألجم هذه الألسنة بانتصاراته العريضة داخل وخارج الديار، معتبرا أن الانتصارات التي حققها الفريق خارج الديار هي ما نسف هذه الإشاعات والمحاولات المغرضة للتقليل من هذا الإنجاز. الساورة الحزب الأقوى بالولاية يقول مسيرو فريق شبيبة الساورة إن من الانجازات الهامة التي حققها الفريق هو توحيد كل البشاريين على اختلاف أعراشهم وقبائلهم، وعلى اختلاف المناطق التي ينحدرون منها، وهو ما حوله إلى قوة رياضية كبيرة، وهو ما علق عليه هؤلاء بالقول إن فريق النسور بات الحزب الأقوى في الولاية، لأن الجميع شارك في تحقيق هذا الانتصار، واستطاع لمّ شمل المناصرين من مختلف مناطق هذه الولاية الشاسعة المساحة، وبلغ الأمر درجة أن الآلاف من المناصرين باتوا يتجشمون عناء التنقل من مسافات طويلة لمناصرة فريقهم المحبوب، والذي استطاع أن يصنع لنفسه أنصارا داخل الولاية وخارجها، بل حتى خارج الوطن. مطراني هداف البطولة وصانع أفراح البشاريين سجّل اللاعب مطراني، صاحب 28 سنة، اسمه بأحرف من ذهب في هذا الاستحقاق التاريخي الهام، بعد أن استطاع أن يرسّم لنفسه ''لقب هدّاف بطولة الرابطة المحترفة الثانية'' لحد الساعة، واستطاع رفقة كل من بن جيلالي وعامري صناعة ثلاثي خطير، لقب ب''ثلاثي الرعب'' لجميع الفرق، التي لم تتمكن من صد قنص هذا النسر للفرص الذهبية التي تتاح له، واستطاع بفنياته العالية أن يهز شباك المنافسين في العديد من المواجهات، خاصة المصيرية والصعبة. محفوظ عامري.. مهندس فوق الميدان أنسى لقب ''إنيستا'' مناصري الساورة الاسم الحقيقى لصانع ألعاب الشبيبة، اللاعب المتألق محفوظ عامري، ذلك أنه استطاع خلال جميع المباريات إظهار إمكانات رياضية قل نظيرها، واستطاع فرض نفسه كلاعب من الطراز الأول، حيث أن له الفضل في صناعة مهرجان الأهداف الذي تميز به الفريق، الذي يعود بالدرجة الأولى إلى هذا اللاعب الذي لم يتجاوز عمره 24 سنة، والذي أصبح محل أطماع العديد من الأندية، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها.