حذر رئيس الاتحادية الوطنية لناقلي الحافلات والبضائع، بوشريط عبد القادر، من استمرار حافلات الموت في حصد الأرواح، بسبب استيراد وتسويق حافلات يعاني نظام الفرامل أو المكابح بها من خلل. وطالب بعقد اجتماع طارئ بوزارة النقل لوضع مخطط جديد قبل فوات الأوان، خصوصا أن تشبع الخطوط يدفع الناقلين إلى التسابق في الطرقات. أشار المتحدث إلى أن التحقيقات الخاصة بالاتحادية بينت بأن هناك نوعا من الحافلات يتم استيرادها بعيدا عن المواصفات والمعايير الدولية. وأوضح، في تصريح ل''الخبر''، بأن ''على وزارة النقل أن تحدد المواصفات التي تتم الموافقة عليها وتمكين شركات النقل من وضعها حيز الخدمة''. وأضاف: ''بعض الحافلات لا تتمتع بالمعايير اللازمة، وهي غير مزودة بنظام محكم للفرملة''، ولهذا ''يجب أن تستبعد هذه الحافلات المستوردة من العمل في الخطوط الكبرى أو ما بين الولايات''. واعتبر المتحدث بأن ''السبب الأول في تزايد عدد حوادث المرور بالحافلات هو عدم وجود مخطط نقل منظم''. وتابع بوشريط عبد القادر بأن ''حالة الفوضى التي يشهدها النقل بالحافلات على المستوى الوطني، وخاصة النقل ما بين الولايات أو الخطوط الكبرى لن تتوقف إلا إذا تم عقد اجتماع طارئ على مستوى وزارة النقل ودراسة الوضع''. ويتم في هذا الإطار ''إعداد مخطط للنقل على المستوى الولائي والوطني، بما يوقف حالة الفوضى بين الناقلين ويحمي المواطنين''. وتابع رئيس الاتحادية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بأن ''الناقلين يعملون في فوضى ولا يوجد وقت بين حافلة وأخرى، ما يجعلهم في حالة سباق دائم، باستعمال السرعة المفرطة وعدم احترام قانون المرور''. كما أن ''تشبع الخطوط من دون أي تنظيم، يجعل النقل بالحافلات خارج كل الأطر القانونية''. واقترحت الاتحادية أن ''يتم الاعتماد في الخطوط الكبرى أو ما بين الولايات على سائقين، على ألا يسافر السائق الثاني معهم في نفس الحافلة''. وأضاف المتحدث: ''يجب أن ينتظر السائق الثاني في مكان التبادل وأن يكون قد قضى ليلته مثلا في الراحة في غرفة فندق، أو منزل تابع لنفس شركة النقل بالحافلات''، خصوصا أن تنقل السائق الثاني في نفس الحافلة لا يكون له أي فائدة لأنه سيتعب شأنه شأن السائق الأول. وبلغ عدد حوادث المرور منذ بداية الشهر الجاري، أي منذ حادث مرور حافلة تيارت الذي أودى بحياة 21 شخصا، 13 حادثا خطيرا، أودت بحياة 31 شخصا وإصابة 228 شخص آخرين. وكانت الحوادث التي تسببت فيها الحافلات وقعت في كل من بسكرة وجيجل وسوق أهراس وفالمة والبويرة والمدية والجزائر العاصمة وعين الدفلى والبليدة والنعامة والأغواط، آخرها وقع، أمس، إثر تعرض 13 مسافرا كانوا على متن حافلة من نوع تويوتا لنقل المسافرين على مستوى الخط الرابط بين محطة المسافرين المركزية بباتنة وبلدية نفاوس، لإصابات وجروح ليست بالخطيرة، حسب مصادر محلية وشهود عيان. ووقع الحادث بعد اصطدام الحافلة بشاحنة كان سائقها بصدد تغيير المسار في وسط مدينة لمبريدي على مستوى الطريق الوطني رقم .3