مدلسي ل''الخبر'': إرسال لجنة تقصي حقائق ثلاثية إلى السودان والإسراع في نشر مراقبين أمميين في سوريا أثار قرار مجلس جامعة الدول العربية بخصوص الملف السوري ''حفيظة'' الجزائر، والذي يطالب مجلس الأمن بحماية المدنيين السوريين والتدخل الفوري لوقف إطلاق النار والعنف، وذلك في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، واتهمت الجزائر بعض الدول بمحاولة إفشال خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان التي لم تنطلق بعد. أبدت الجزائر، أول أمس، تحفظها على الفقرة الخاصة بالملف السوري، والتي تطالب مجلس الأمن بحماية المدنيين والتدخل الفوري لوقف العنف، وذلك في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لأنها تعكس ضمنيا فشل خطة كوفي عنان، ومهمة المراقبين التي لم تنطلق بعد، في الوقت الذي يطالب المجلس في ذات القرار بالإسراع في نشر مراقبين دوليين، وثانيا لأن هذه الفقرة غير مفهومة وتفتح الباب لتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهو ما اعتبرته الجزائر تجاوزا لخطة عنان ومحاولة بعض الدول إفشالها قبل انطلاقها. كما حث قرار الدول العربية على الالتزام بقرارات مجلس الجامعة على كافة المستويات والخاصة بإجراءات ''مقاطعة النظام السوري''، وموافاة الأمانة العامة للجامعة بما تم اتخاذه، مع إبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات. وأكد وزير الخارجية، مراد مدلسي، في تصريح ل''الخبر'' على هامش أشغال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي أنعقد أول أمس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على ضرورة الإسراع في نشر مراقبين في أقرب وقت ممكن ووقف نهائي للعنف في سوريا، وإرساء الحوار بين الحكومة والمعارضة التي مازالت متشتتة إلى الآن، مشيرا إلى أن هذه العملية تسمح لكوفي عنان بتحضير أرضية جديدة بين السوريين. وفيما يتعلق بالسودان، قال مدلسي ''يجب أن يكون هناك إيقاف فوري للعنف بين الدولتين، وأن يكون هناك تنسيق بين الجامعة والاتحاد الإفريقي حتى تكون ركيزة للعمل من أجل إيجاد حل للنزاع، وتجميد محاولات كانت ولا تزال جارية للتفرقة بين الأفارقة والعرب خاصة في المحيط السوداني''. وفي ذات السياق، كشف مدلسي عن تشكيل بعثة ثلاثية من الكويت والعراق وقطر إلى السودان للإصغاء لمواقف الجانبين. ومن جهته، نوّه الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بضرورة الانتشار السريع للمراقبين وعدم التأخر إطلاقا، والاستفادة من قوات ومراقبي الأممالمتحدة، حتى لا يتأخر الأمر أو تزداد الأوضاع تأزما في سوريا، وتأسف العربي لاستمرار العنف والقتال وسقوط العشرات من الضحايا يوميا على الأراضي السورية، مؤكدا أنه يشعر بحالة من الضيق، ما أرغمه على الاتصال بالمبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان واتفق معه على إرسال خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتأكيد على الانتشار السريع للمراقبين. وأوضح العربي أن الجامعة تجري الاتصالات اللازمة مع المعارضة، وأن الجهود مستمرة لتوحيد صفوفها ولو على الحد الأدنى. للإشارة، أقيم الاجتماع وسط مظاهرات حاشدة من السوريين والسودانيين أمام مقر جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة، حيث طالب المتظاهرون السوريون بتسليح الجيش السوري الحر في مواجهة بشار الأسد.