أنهت لجنة التحقيق التي أوفدتها المديرية العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية إلى وهران، في أعقاب الاحتجاج الذي شنه سائقو القطارات التابعون لوحدة الجرّ، تحقيقاتها، أمس، حيث استمعت إلى جميع المحتجين، ونظمت مواجهة بين ممثليهم ومدير الوحدة الذي كان سببا في تفجير حالة الغضب العارم واضطرابات كبيرة في الرحلات مؤخرا. حسب الأصداء الواردة من داخل المديرية الجهوية للسكك الحديدية بوهران، فإن المديرية العامة أوفدت لجنة مُكونة من ثلاثة محققين يشغلون مناصب رؤساء مصالح على مستوى مديرية الموارد البشرية، وذلك للتأكد من الشكاوى الكبيرة التي وجّهها السواد الأعظم من السائقين، والتي انتهت بحركة احتجاجية توسّع مداها إلى غاية وسط البلاد، من خلال إلغاء بعض الرحلات التي تربط بين العاصمة وضواحيها تضامنا مع مستخدمي وحدة الجرّ بوهران، الذين نزحوا بصفة جماعية إلى مديريتهم العامة لاستظهار تذمرهم. وأمام هذه التطورات، قال محتجون ل''الخبر''، أمس، بأنهم أمهلوا المديرية الوصية مدة أسبوع للبتّ في مطلبهم الجماعي المتعلق بالرحيل الفوري لمدير وحدة الجر، مهددين بتصعيد لهجة الاحتجاجات إذا لم يتم التعامل بجدية مع هذا المطلب، ''حيث سنضطر هذه المرة إلى شن إضراب شامل يمس كل الرحلات، خاصة أننا لقينا مؤازرة وتضامنا كبيرين من زملائنا التابعين للجزائر العاصمة وسوق أهراس في انتظار البقية''. وعلى صعيد آخر، عاينت اللجنة التي حلّت بوهران، بداية الأسبوع المنصرم، الظروف التي يمارس فيها المحتجون عملهم اليومي، وذلك من خلال تفقدها للمواقع المخصصة للمبيت والراحة، بالإضافة إلى معاينة العربات التي يشرفون من خلالها على سياقة قطارات تتجه إلى غاية ولاية النعامة على مسافة تمتد إلى غاية 350 كيلومتر، منددين بالمحاولات البائسة التي قامت بها المديرية، على حد قولهم، ''من أجل مُواراة بعض النقائص وحجبها عن أعين المحققين الموفدين من المركزية، وذلك من خلال تفعيل مفاجئ لحملات النظافة وتوفير بعض المستلزمات التي ظلت غائبة عن هذه المرافق''. وتتلخص أسباب ''احتجاج'' السائقين فيما نعتوه بمساس كرامتهم من قبل المسؤول المعني، والتجاوزات التي استهدفتهم في شكل إجراءات عقابية غير مبررة، فضلا عن الانشغالات المهنية والاجتماعية الأخرى، على غرار الانعدام الكلي للنظافة في الأماكن المخصصة لمبيت السائقين أثناء رحلاتهم باتجاه ولايات أخرى، وحرمانهم من منح المسافة والمنطقة رغم تنقلهم إلى غاية النعامة، واهتراء القطارات، لدرجة أن السائقين يستعملون البطانيات أثناء الرحلة بسبب انعدام التدفئة وغزو الرمال التي تغمر العربات وغياب الأسيجة التي تضمن سلامة السائقين أثناء تنقلاتهم.