انتقلت انتفاضة سائقي القطارات التابعين لوحدة الجرّ لناحية الغرب، إلى وسط البلاد أمس، حيث تضامن سائقو العاصمة مع زملائهم المضربين عن العمل منذ بداية الأسبوع الجاري، وشلّوا جُلّ الرحلات والاتجاهات التي تربط بين العاصمة وضواحيها. وأخذت الاحتجاجات التي تشنها منذ أيام سائقو القطارات التابعون للشركة الوطنية للسكك الحديدية والعاملون في إطار وحدة الجرّ لناحية غرب الوطن أبعادا أخرى، حيث نزح المحتجون المقدر مجموعهم بأكثر من 140 سائق ومساعد باتجاه العاصمة منذ أول أمس، ونقلوا تذمرهم وغضبهم إلى المديرية العامة، الأمر الذي انتهى بتوسيع رقعة الاحتجاج بفعل تضامن زملائهم التابعين لناحية الوسط. وقد تسببت هذه الوضعية في اضطرابات كبيرة في الرحلات على مستوى مختلف الاتجاهات، إذ لم يتسن للرحلة التي تربط بين وهران والجزائر العاصمة المحدد وقت انطلاقها منتصف النهار من الإقلاع، ما أثار استياء المسافرين الذين كانوا يهمون بامتطاء القطار في هذا التوقيت، في حين أكد أحد ممثلي المحتجين بأنه تم شل جميع الرحلات التي تربط بين العاصمة والمناطق المحيطة بها على غرار الثنية والحراش وغيرها من الاتجاهات الأخرى. وقد حاولت الإدارة امتصاص غضب المحتجين من خلال فتح حوار قاده مدير الموارد البشرية أول أمس، إلا أن هذه المساعي باءت بالفشل، ليتم استئناف المفاوضات مساء أمس مع المسؤول الأول على الشركة، خاصة بعد أن تطورت الاحتجاجات التي كانت نواتها الأولى من وهران، لتنتقل إلى مختلف الولايات الأخرى، حيث أصر المحتجون على موقف موحد شريطة مواصلة المفاوضات للتطرق إلى جملة الانشغالات التي يعاني منها السائقون، والمتمثلة في ضرورة رحيل مدير وحدة الجر التابع للمديرية الجهوية للسكك الحديدية بوهران، لأنه برأيهم، رأس كل المشاكل المطروحة منذ تقلده لهذا المنصب قبل 12 سنة مضت، في ضوء ما وصفوه بالعقوبات غير المبررة التي يوزعها مجانا على السائقين، وسياسة التمييز التي يمارسها، رغم التجاوزات والخروقات التي يعاني منها السائق مثلما يحدث في محطة الشلف من معاملة سيئة لم تحرك بشأنها الجهات المسؤولة ساكنا. وتتمثل باقي الانشغالات المهنية والاجتماعية موضوع الثورة الاحتجاجية التي تُنهي أسبوعها الأول، في الانعدام الكلي للنظافة في الأماكن المخصصة لمبيت السائقين أثناء رحلاتهم باتجاه ولايات أخرى، خاصة في خط النعامة الجديد، حيث أفادوا بأن هذه الأماكن لا تصلح حتى للحيوانات، فما بالك بسائقين يضمنون سلامة مئات المسافرين على مسافة تفوق 350 كيلو متر، مستهجنين حرمانهم غير المبرر من منح المسافة والمنطقة منذ أزيد من ستة أشهر تاريخ انطلاق خط وهران-النعامة، والظروف المزرية التي يمارسون فيها مهامهم بفعل اهتراء القطارات لدرجة أن السائقين يستعملون البطانيات أثناء الرحلة بسبب انعدام التدفئة، فضلا عن الرمال التي تغمر العربات وغياب الأسيجة التي تضمن سلامة السائقين أثناء تنقلاتهم.