منعت وزارة الفلاحة تداول الأبقار والإبل الإفريقية في الولايات التي تستفيد من نظام المقايضة، بعد عودة داء حمى الوادي المتصدع إلى عدة مناطق في شمال النيجر وإقليم أزواد وجمهورية مالي. شرعت وزارة الفلاحة في مراقبة المواشي الإفريقية التي تباع في أسواق ولايات تمنراست أدرار وإليزي في إطار نظام المقايضة، بعد حدوث عدة حالات وفاة بداء حمى الوادي المتصدع في النيجر ومالي وإقليم أزواد، ومنع تداول الأبقار القادمة من النيجر والأبقار والإبل القادمة من شرق مالي، حيث ظهرت حالات إصابة بالمرض، وأعلنت المصالح الصحية في منطقة أرليت شمال النيجر عن وفاة أشخاص بحمى الوادي المتصدع، ووفاة شخصين بالمرض ذاته في منطقة انيفيس الخاضعة لسلطة حركات التحرير الأزوادية بجمهورية مالي. وحذر أطباء من ولاية تمنراست من خطورة انتشار داء حمى الوادي المتصدع وسط المواشي والبشر في ولايتي أدرار وتمنراست، ثم انتقاله إلى باقي الولايات في الجنوب، بعد إعلان السلطات الصحية في موريتانيا عن انتشار المرض في ولاية أدرار القريبة من الحدود الجزائرية، وكانت السلطات المالية قد اكتشفت حالتي وفاة بالمرض في منطقة قريبة من بلدة تاودني شمال مالي، ولم تكشف عن عدد الإصابات بسبب نقص الإمكانات الطبية. وأعلنت مصادر طبية موريتانية عن إصابة 10 أشخاص بداء حمى الوادي المتصدع ووفاة 5 منهم ينتمون لأسرة واحدة. وقررت وزارتا الداخلية والصحة في موريتانيا منع تداول لحوم وألبان الحيوانات في ولاية أدرار الموريتانية التي صنفت بأنها موبوءة بالمرض في انتظار تقرير وبائي يجري إعداده حاليا بمقاطعة أوجفت التي اكتشفت فيها حالات الإصابة الأولى بالمرض. وقال الطبيب البيطري بن زويد جمال الدين من تمنراست إنه لحد الساعة تم فحص المئات من المواشي التي تباع في تمنراست، دون أن تظهر أي أعراض عليها. ورجح المتحدث انتقال العدوى من جمهورية تشاد أو جنوب ليبيا. وكشف مصدر طبي من تمنراست أن الحدود الجنوبية للجزائر مازالت مفتوحة أمام تدفق المواشي الإفريقية القادمة من مالي موريتانيا والنيجر، رغم اكتشاف حالات إصابة بداء حمى الوادي المتصدع، ووفاة عدد من الأشخاص بسببه في موريتانيا ومالي، وسيؤدي تسلل أغنام أو أبقار مصابة بالمرض إلى انتشاره وسط المواشي الجزائرية في ولايات الجنوب ثم انتقاله إلى البشر. وينتقل المرض، حسب المتحدث، بعد تناول لحوم أغنام مصابة بالمرض أو شرب حليب أبقار أو ماعز مريضة. وشهدت الفترة التي سبقت عيد الأضحى تدفق أعداد ضخمة من المواشي الإفريقية من مالي وموريتانيا والنيجر في إطار قانون المقايضة، ولم تخضع كل هذه المواشي للمراقبة الصحية بسبب نقص إمكانات المراقبة البيطرية، بل وانعدامها في الحدود الجنوبية، وتشهد أغلب مناطق الجنوب حالة من الفوضى في مجال مراقبة ذبح وتداول اللحوم، ما يعني أن هذه المواشي والسكان في هذه المناطق هم معرضون لانتقال العدوى. وقال الطبيب البيطري خوالد. ب، من منطقة المنيعة، إن ضعف الإمكانات الطبية والبيطرية في دول الساحل يعني أن حدود انتشار المرض غير معروفة تماما، كما أن الوضع الأمني هناك يمنع المنظمات الصحية الدولية من التحقيق في الانتشار الوبائي للمرض الذي قتل مئات الآلاف من رؤوس الماشية منذ اكتشافه في عام 1950، ويؤدي المرض إلى ارتفاع في درجة حرارة جسم الإنسان المصاب وقد يتطور المرض إلى ما يسمى الحمى النزيفية.