باستثناء مقعد حزب الكرامة الذي يبقى مصيره غامضا وعالقا بين متصدر القائمة والمرأة التي تليه، بدت باقي النتائج قريبة جدا من معطيات الواقع التي لعب فيها معطى العرش والمنطقة الدور الحاسم. فحصول كل من الأفالان والأرندي على مقعد لكل منهما على الأقل كان أمرا أقرب إلى المحسوم منذ البداية، اعتبارا لكون متصدري القائمتين من عائلتين هما ''بوعزة'' و''خمقاني''، لهما وزنهما وتأثيرهما الكبيرين خاصة في عاصمة الولاية، وبالتحديد في عرش المخادمة وباقي الأحياء المحيطة التي لها امتدادات دم ونسب معها. وتنطبق الملاحظة نفسها على الفائزين عن حزب التضامن والتنمية والفجر الجديد، إذ في الوقت الذي حصد الأول، وهو طبيب معروف من عائلة ''عباز''، بسهولة كبيرة الغالبية الساحقة من أصوات ''ناسه'' في قصر ورفلة وأنقوسة وأحياء عائلات أخرى لها امتدادات أو أصول في القصر، أحسن متصدر قائمة الفجر الجديد، ''مسعودي''، وهو نائب سابق عن المنطقة تحت عنوان آخر، توظيف ''مفعول'' المنطقة والعرش وشعبية أسماء مؤثرة التحقت بقائمته من أحزاب أخرى مثل الأرندي. ورغم فوز القائمة الخضراء بمقعد، إلا أن النتيجة جاءت، حسب أنصارها، مخيبة جدا، بالنظر إلى ما وصفوه بقوة واتساع الوعاء الانتخابي الذي تتمتع به سواء في ورفلة أو تفرت الكبرى. لتبقى المفاجأة تكاد تنحصر فقط في الفائز عن قائمة الحركة الوطنية للأمل، الذي حسم السباق لصالحه بفارق ضئيل من الأصوات. وإذا كانت الأمور قد حسمت بالنسبة لستة مقاعد، فإن الزوبعة ما تزال داخل بيت حزب الكرامة الذي فاز بمقعد واحد على المستوى الوطني، قيل إنه لامرأة هي الثانية في قائمة الحزب بورفلة، في وقت يبقى متصدر القائمة محمد الداوي متمسكا بتأكيد فوزه وأحقيته بالمقعد، ليبقى الوضع يطبعه الغموض والتوتر، في انتظار قطع الشك باليقين من طرف الجهات الرسمية.