إنها نتائج غير مفاجئة، بل هي ''لا حدث''، حسب القاموس اللغوي الذي تعلمناه من جانب السلطة وطبقتنا السياسية ''الناضجة''.. والقول إن الرئيس بوتفليقة أنقذ حزبه ''الأفالان'' وشريكه في الحكم ''الأرندي''، كلام بحاجة إلى نظر وقراءة عميقة وعودة سريعة إلى الماضي. لماذا الاستغراب من نهاية مسلسل الإصلاحات، هل خسر يوما حزب الرئيس الانتخابات؟ وهل خسر حزب الإدارة يوما الانتخابات؟ الجواب: لا بطبيعة الحال. لقد تنبّأ سلطاني، قبل يومين من انتهاء الحملة الانتخابية، بأن عمليات الاقتراع لن تكون سليمة حتى ولو مرت تحت مجهر المراقبين الدوليين، الذين وصلوا البلاد وفي جعبتهم تقارير موقعة سلفا ولا ينقصها سوى التاريخ، كتب عليها ''جرت الانتخابات وفقا للمعايير الدولية''. هل كانت الإدارة واعية عندما أقنعت نفسها بالنتائج التي أعلنها دحو ولد قابلية؟ أم أنها تعي جيدا وعن سبق الإصرار والترصد ما فعلت؟ الجواب: السلطة تنظر إلى التغيير على أنه خطر يحدق بكيان الدولة، ولإقناعنا استثمرت في حملة الأحزاب المسكينة التي ألقت السمع من دون أن تعي طبيعة الدور الذي قامت به بتوقيع شهادة وفاتها انتخابيا وسياسيا. إذ كم من زعيم حزبي مسكين صرخ أمام كاميرا التلفزيون حاضّا الشعب على الذهاب بكثافة إلى الاقتراع.. ولم يكن يعلم بأنه عبّد الطريق أمام خطاب بوتفليقة في سطيف، وكم، وكم..! لقد اختارت السلطة سلوك طريق الاستقرار، بعدما عزفت طيلة السنوات 21 الماضية على وتر التغيير بالاستمرارية، وذلك بتواطؤ من القوى الخارجية التي كان همها الوحيد، ليس حقوق الشعب الجزائري في التمتع بمزايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بقدر ما كانت عازمة على نهب ثرواتنا طبيعية التي حولتنا إلى رهائن لا يعرفون طريق الخلاص والنجاة. لقد قلنا في أعمدة سابقة إن حزب الرئيس لن يخسر، وأن كل من يشق عصا طاعته يعاقب أشد العقاب، مثلما حصل ل''حمس'' التي ينتظر توبتها قريبا من خطيئة عدم اتباع نصيحة عمار غول، الفائز الأكبر من هذا الاستحقاق (بعدم الانسحاب من التحالف الرئاسي)، فلماذا الضجر.. المطلوب اليوم وغدا هو تغيير ذهنية الشعب وزعامات الأحزاب (مثلما حدث في الأفافاس والأرسيدي) وليس وجوه الحكم، بالإضافة إلى كثير من الصبر، لأن لا بلخادم ولا أويحيى ولا ولد قابلية كانوا يتحدثون من فراغ أو عن هوى.. يا جماعة. [email protected]