نفى، أمس، النظام السوري مقتل أقطاب من قياداته الأمنية والسياسية كما زعم المجلس العسكري المعارض في دمشق وضواحيها. وأعلنت وكالة الأنباء السورية ''سانا'' أن المعلومات التي أوردتها قناتا ''الجزيرة'' و''العربية'' حول اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين عارية عن الصحة تماما، مؤكدة أن جميع المسؤولين الذين تحدثت عنهم القناتان يقومون بعملهم. ظهر كل من العماد حسن توركماني مساعد نائب رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار، كل على حدا على شاشة التلفزيون، ونفوا بشكل رسمي خبر مقتلهما وبقية القادة الآخرين. وكانت قناة ''الجزيرة'' قد نقلت عن المجلس العسكري في دمشق وريفها أنه نفذ عملية اغتيال مسؤولين كبار في النظام السوري، فجر يوم أمس في دمشق، كما نقلت نفي السلطات السورية لهذه المزاعم. وأعلن المجلس العسكري في بيان له أمس ''تبني عملية نوعية على اجتماع يضم قادة إدارة خلية الأزمة، وأدت إلى مقتل: حسن تركماني (مساعد نائب رئيس الجمهورية)، هشام بختيار (رئيس مكتب الأمن القومي)، آصف شوكت (رئيس الاستخبارات السورية)، وزير الدفاع داوود راجحة، محمد سعيد بخيتان (الأمين القطري المساعد لحزب البعث)، وزير الداخلية محمد الشعار، علي مملوك، صلاح النعيمي''. وقال العماد حسن توركماني، معاون نائب رئيس الجمهورية، في تصريح له: ''إن ما تناقلته قناتا الجزيرة والعربية عار عن الصحة تماما، وهو منتهى الإفلاس والتضليل الإعلامي''. بدوره قال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم الشعار، في تصريح مماثل، إن ما بثته قناتا الجزيرة والعربية عار عن الصحة تماما، وقد اعتدنا على مثل هذه الأخبار التي تقود حملة الكذب والافتراء''. من جانبه قال وزير الدفاع، العماد داوود راجحة، إن هذه الأخبار كاذبة، وتعكس حالة الإفلاس والفشل التي أصابت المجموعات الإرهابية، ومن يدعمها بالمال والسلاح والإعلام. وفي سياق ذي صلة قال ناشطون سوريون معارضون إن قتالا شرسا دار ليلة أول أمس السبت في العاصمة السورية دمشق بين القوات الحكومية ومعارضين مسلحين، شمل مناطق كفر سوسة وساحة العباسيين وشارع بغداد وشارع الثورة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن ''اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين متمردين وقوات النظام عند نقطة تفتيش في كفر سوسة''، مضيفا أنه لم يتسن التحقق من حجم الخسائر. من جهة أخرى انفجرت قنبلة على الطريق في بلدة دوما السورية في ريف دمشق، يوم أمس، على بعد 150 متر من قافلة تابعة للأمم المتحدة، تقل رئيس بعثة مراقبي وقف إطلاق النار في سوريا، ومسؤولا كبيرا في الأممالمتحدة. كما ذكر المرصد السوري لحقوق أن الجيش السوري قصف بلدة صوران بمحافظة حماة في وسط سوريا، أمس، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، بينهم أطفال. على صعيد آخر دعت قمة مجموعة الثماني، أول أمس، في كامب ديفيد، الحكومة السورية، و''كل الأطراف''، إلى الوقف الفوري للعنف، وتنفيذ بنود خطة كوفي عنان لحل الأزمة السياسية. وقال رؤساء دول وحكومات البلدان الثمانية في بيانهم الختامي ''نحن مستاؤون للخسائر في الأرواح والأزمة الإنسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الإنسان في سوريا''، وأضافوا ''على الحكومة السورية وجميع الأطراف أن ينفذوا فورا، وبشكل كامل، التزامهم تنفيذ خطة النقاط الست التي وضعها موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، وخصوصا إنهاء كل أعمال العنف''. وأكدت مجموعة الثماني في بيانها ''تصميمها على التفكير في إجراءات أخرى في الأممالمتحدة وفق الحاجات''، منددة ''بالهجمات الإرهابية الأخيرة في سوريا''.