أكدت مصادر في الجيش السوري الحر اغتيال قيادات كبرى في النظام السوري مساء أمس، فيما نفى الإعلام الرسمي صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام. وقال أبومعاذ، الناطق الرسمي باسم كتائب الصحابة، في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن عناصر تابعة له تمكّنت من قتل كبار الضباط الذين يشكلون “خلية إدارة الأزمة في سوريا”. وأوضح أنه أثناء اجتماع كبار الضباط في قصر المؤتمرات بدمشق، تمكّن بعض العناصر من قتلهم ولاذوا بالفرار، موضحاً أن أحد القادة الميدانيين سيظهر على وسائل الإعلام للحديث عن تفاصيل العملية في وقت لاحق. وقال الناطق الإعلامي: “أتحدى النظام السوري أن يظهر أحد من أفراد خلية الأزمة على وسائل الإعلام”. وأكد خالد الحبوس، رئيس المجلس العسكري في دمشق وريفها، الخبر عبر تسجيل مصور بث عبر وسائل الإعلام. وذكر أحد الذين شاركوا في التخطيط للعملية في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” أن “عناصر كتائب الصحابة تمكّنت من اغتيال آصف شوكت نائب رئيس الأركان زوج شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، ومحمد الشعار وزير الداخلية، وداود راجحة وزير الدفاع، وحسن تركماني رئيس خلية الأزمة ونائب فاروق الشرع، واللواء هشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي، ومحمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، في عملية وصفها بالنوعية”. وفيما روى المصدر تفاصيل العملية بدقة، رفض عرضها على وسائل الإعلام، ل”أسباب أمنية”، حسب زعمه. وأضاف أن كبار الضباط تم نقلهم إلى مستشفى الشامي في العاصمة السورية. نفي رسمي وفي المقابل نفى الإعلام السوري صحة الأنباء، واصفاً إياها ب”العارية عن الصحة تماماً”. وفي حواره مع التلفزيون السوري، نفى اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري، الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن مقتله وعدد من كبار المسؤولين على يد كتائب الصحابة. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي، لم يسمّه، تأكيده عدم صحة الأنباء حول اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين، مشيراً إلى أنهم “على رأس عملهم”. مواجهات دامية وعلى جانب آخر، قالت لجان تنسيق الثورة السورية إن اشتباكات عنيفة وغير مسبوقة جرت بين قوات الأسد والجيش الحر في كفر سوسةبدمشق، بالإضافة إلى قطع الطرق. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن انفجارات هزت مناطق الغوطة الشرقية في زملكا بريف دمشق، مضيفة أن قوات النظام أغلقت الطريق المؤدي الى مشفى الشامي في دمشق وأن طائرة حربية أقلعت من مطار المزة العسكري. وعاشت المدينة ليلة غير مسبوقة من جهة سماع أصوات الرصاص بكثافة وأصوات انفجارات في أنحاء عدة بدمشق، فهزت منطقة الشعلان وكفر سوسة وشارع بغداد وساحة العباسيين وفي منطقة الميدان باتجاه المتحلق الجنوبي. واستمر التصعيد وتبادل إطلاق النار حتى فجر اليوم، وامتد الى أنحاء عدة من المدينة التي دوّت فيها الانفجارات وإطلاق النار والاشتباكات. وكان اتحاد تنسيقيات الثورة قد أفاد بوقوع انفجارات ضخمة في دمشق، حيث سُمع صوت انفجار ضخم في حي العسالي. وأضاف المصدر نفسه بتعرض منطقة السومرية في درايا بريف دمشق لاقتحام وتمشيط. ومن جهتها ذكرت لجان التنسيق أن انفجاراً عنيفاً هز مدينة مسرابا في ريف دمشق ترافق مع إطلاق نار كثيف من حواجز قوات النظام. وفي غضون ذلك تبادل النظام مع المعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن تفجير انتحاري جديد استهدف مقار أمنية في دير الزور وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات. كما استيقظت دير الزور أمس على تفجير يضرب الطرف الآخر من النزاع، حيث المظاهرات اليومية الرافضة للنظام، وحمّلت المعارضة من جهتها النظام مرة أخرى مسؤولية التفجير. مجموعة الثماني تدعو لوقف العنف وسياسياً، دعت قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الحكومة السورية و”كل الأطراف” إلى الوقف الفوري للعنف وتنفيذ بنود خطة كوفي عنان لحل الأزمة السياسية. وعبّر رؤساء دول وحكومات البلدان الثمانية في بيانهم الختامي عن قلقهم للخسائر في الأرواح والأزمة الإنسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الإنسان في سوريا. وأكدت مجموعة الثماني في بيانها “تصميمها على التفكير في إجراءات أخرى – لم تحددها – بشأن سوريا يتم اتخاذها في الاممالمتحدة وفق الحاجات”.