أكد مدير الوكالة الوطنية للدم، البروفيسور كمال كزال، أن الدم متوفر على مستوى بنوك تخزينه، مرجعا سبب تهافت المرضى على نشر نداءات عاجلة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلى قلقهم. لماذا تعاني مستشفياتنا من نقص في الدم؟ - لا يوجد نقص، لأن هناك في الجزائر 5 ,12 متبرع لكل ألف شخص، وهو المعيار الذي تجاوز ذلك الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة المحدّد ب10 متبرعين لكل ألف شخص. أما الولايات التي لها عدد كبير من المتبرعين، فنجد في الصدارة قسنطينة ب32 متبرعا لكل 1000 شخص، تليها عنابة ب27 متبرعا، ثم العاصمة ب25 متبرعا، ووهران ب20 متبرعا، علما بأن 20 ولاية استوفت معيار المنظمة العالمية للصحة التي أثنت على ما أنجزته الجزائر في هذا المجال، وكافأتها بمنحها ميزانية لإجراء فيلم وثائقي للتبرع بالدم في الجزائر، نشر في جميع القنوات العربية والإفريقية. إذا كان الأمر كما تقول، ما تفسيرك للنداءات العاجلة للتبرع بالدم؟ - يرجع ذلك لقلق بعض المواطنين الذين يلجأون إلى تقديم نداءات، بمجرد أن يطلب منهم توفير دم لأحد أقاربهم. ويطرح هذا المشكل كثيرا بالنسبة للذين يبحثون عن زمرة دم سالبة. ف90 بالمائة من المواطنين يحملون زمرة الدم الإيجابية، و10 بالمائة يحملون الزمرة السالبة، والندرة تكمن في نقص فصائل هذه الأخيرة. وما لا يعرفه المواطنون أن الدم يتم فصله إلى كريات حمراء، وصفائح دموية وبلازما. وشروط التخزين خاصة جدا، فالكريات الحمراء مدة حياتهن 42 يوما، وتخزينها يكون بين 4 إلى 8 درجة مئوية، أما الصفائح الدموية، فلا تتعدى مدة حياتها 5 أيام، إذا كانت مخزنة تحت 20 درجة مئوية، مع تحريكها المستمر، في حين أن البلازما تصل مدة حياتها إلى سنة كاملة، إذا كانت مخزنة في درجة مئوية تحت 20 درجة. ما حجم الدم الذي يتبرع به الجزائريون سنويا؟ - سجلنا ارتفاعا بالنسبة لعدد التبرعات، حيث وصل عدد التبرعات في سنة 2000 إلى 230 ألف تبرع، ليصل العدد إلى 445 ألف تبرع في .2011 أما عن عدد المتبرعين الدائمين، فهو أكثر من 100 ألف متبرع دائم، أي الذين يهبون دماءهم للمرضى مرتين في السنة، و35 بالمائة منهم يقصدون الشاحنات، و35 بالمائة من المتبرعين من العائلة. وماذا عن الأمراض التي تكتشف عند التبرع؟ - كان لمراكز حقن الدم الفضل في الكشف عن الكثير من الأمراض، على غرار التهاب الكبد الفيروسي (بوصفاير) ''ب'' و''ج''، والسيدا. فمن بين 500 ألف متبرع، تمت معاينة حوالي 2000 إلى 2500 حالة التهاب الكبد الفيروسي ''ب''، وحوالي 1500 حالة لالتهاب الكبد الفيروسي ''س''. أما بشأن حالات السيدا، فقد تمت معاينة 100 حالة من بين 500 ألف شخص. وهنا، أشير إلى أن الدم المتبرع به يخضع لتحاليل خاصة قبل استعماله. نفهم من كلامك أن هناك متبرعين يتم رفض دمائهم؟ - نعم، إذ من بين 485 ألف متبرع، نرفض 40 ألفا. أما باقي النسبة، فمؤقتا، كالمصابين بالضغط الدموي. المواطن يشتكي من سوء الاستقبال وتواضع الوجبة التي يصل سعرها المحدّد من قبل وزارة الصحة إلى 70 دينارا؟ - من أجلّ حل هذا الإشكال، تم إنشاء 12 مركزا ولائيا للدم خارج المستشفيات، من شأنه تحسين ظروف الاستقبال، وضمان وجبة متكاملة للمتبرعين، على أن يتم إنشاء 12 مركزا آخر في آفاق 2014، خاصة في الولايات الجنوبية، على غرار بسكرة والأغواط والنعامة والبيض والجلفة. ونتمنى أن يساهم ذلك في تحسين الأوضاع. نقبل على شهر رمضان الذي يعرف عزوفا للمواطنين عن التبرع؟ - غير صحيح. فرغم أن رمضان في السنة الأخيرة تزامن مع فصل الصيف، إلا أن عدد المتبرعين وصل إلى 40 ألفا في رمضان بين صلاة المغرب ومنتصف الليل. الكثير ممن يرفضون التبرع يقولون بأنهم يتخوّفون من البزنسة بالدم، خاصة من قبل العيادات الخاصة؟ - على الجميع أن يعلم بأن شروط حفظ الدم خاصة جدا، كما ذكرت سابقا، ما يمنع نقله أو (البزنسة) به، وهناك اتفاقية بين المستشفيات والعيادات الخاصة لنقل الدم، مع وجود مفتشين بخصوص ذلك.