احتشد، أمس، مئات المتظاهرين من مختلف الحركات والقوى والأحزاب السياسية بميدان التحرير بالقاهرة، بعد رفع شعائر صلاة الجمعة، للمطالبة بعزل أحمد شفيق، باعتباره من ''رموز الفساد وشريكا في دماء الشهداء''، فيما قرر البعض الاعتصام في مختلف ميادين الحرية المصرية، لسماع النطق بالحكم التاريخي في حق الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء، ووزير داخليته السابق حبيب العادلي ومساعديه، وهو الحكم المنتظر نهار اليوم. تباينت آراء المتظاهرين المشاركين في مليونية ''العزل السياسي''، بين التأييد لمرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، بوصفه ''مرشح إنقاذ الثورة''، ومقاطعة جولة الإعادة، حيث حث بعضهم على ضرورة المشاركة لمنع فلول النظام السابق من السيطرة مجددا على مقاليد الدولة، والعودة بالثورة المصرية إلى نقطة الصفر، وحتى لا تترك لهم الفرصة لتزوير نتيجة الانتخابات والتلاعب بأصوات الناخبين، فيما أعلن البعض الآخر تأييده لمرسي لقطع الطريق أمام شفيق، الذي يعتبر مبارك مثله الأعلى في الحياة، والتصدي لمحاولات إجهاض الثورة التي اندلعت ضد مبارك الذي يحدد مصيره اليوم في جلسة النطق بالحكم في ''محاكمة الفرعون الأخير''. وقال محب عبود، منسق حركة كفاية بمحافظة الإسكندرية ل''الخبر''، إن 25 حركة ثورية وحزبا سياسيا خرج في مليونية ''العزل السياسي'' بالإسكندرية، تنديدا بقرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، التي انتهت بصعود شفيق ومرسي إلى جولة الإعادة، مضيفا ''لا يمكن أن يحكم مصر مبارك، متخفيا في شخصية أحمد شفيق، ونطالب بتطبيق قانون العزل السياسي واستبعاد شفيق من الماراطون الرئاسي، خاصة وأنه متهم في قضايا فساد، ولا أعتقد أن الشعب المصري سينتخب شفيق الموالي لمبارك، ولا مرسي الذي يستفز الناخبين بالخطاب الديني''. وأشار محدثنا إلى أنه ''مع المقاطعة تحسبا لمنع العبث بالأصوات لصالح مرشح بعينه، وأنه تم الاتفاق على تنظيم مسيرات يومية إلى غاية ال16 من الشهر الجاري، الذي يصادف أول يوم في الإعادة، للتأكيد أنهم ضد شفيق ومرسي وأن الثورة لازالت في الميادين''. وبخصوص جلسة النطق بالحكم في قضية مبارك، يتوقع منسق حركة ''كفاية'' أن يتم تأجيل الجلسة، خاصة في ظل الأجواء الملتهبة وانتظار انتخابات الإعادة، معقبا ''يبدو أن النظام المباركي الذي مازال موجودا في المشهد السياسي، قد فقد عقله، ويعتقد أن مبارك المجرم والفاسد سيخرج بسلام، وأنا على يقين أنهم سيدفعون لتبرئته عن طريق تقديم الطعون إلى محكمة الاستئناف''. من جهته، قال الدكتور معاذ عبد الكريم، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، ''أتمنى أن توقع أقصى عقوبة على مبارك وأن يعدم بميدان التحرير، حتى يكون عبرة للرئيس المقبل، لأن أي حكم غير الإعدام لن يكون عادلا أو مرضيا للشعب المصري وأهالي الشهداء، وفي اعتقادي كان لابد أن يحاكم مبارك في محكمة استثنائية ثورية، لأنه مدان وملوث بدماء الشهداء''.