قيادي إخواني ل''الخبر'': سليمان أصبح يهذي ومكانه الطبيعي بجوار مبارك شارك مئات الآلاف من التيار الإسلامي في مظاهرات حاشدة بالتحرير والأسكندرية وقنا جنوب مصر، أمس الجمعة، وكان 40 ائتلافا وحركة ثورية قد شاركوا في مليونية أمس تحت شعار ''حماية الثورة''، جاء هذا بعد إقرار قانون ''عزل الفلول'' من مجلس الشعب المصري بصفة نهائية مساء الخميس في الجلسة الاستثنائية التي عقدها المجلس. جاءت المليونية للضغط على المجلس العسكري كي يصدر القانون ويبدأ بتنفيذه، حيث يهدف القانون إلى منع ترشح عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع مبارك وأحمد شفيق رئيس وزرائه، ولا يجوز تطبيقه إلا بموافقة المجلس العسكري. وشارك في المليونية جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وحزب الأصالة الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى أنصار المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل، بعد تسريبات أكّدت أن القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة ستخلو من اسمه بسبب جنسية أمه الأمريكية. وللمرة الأولى نادى أنصار جماعة الإخوان المسلمين بإسقاط الحكم العسكري في مصر، بعدما كانوا يعترضون على هذه الشعارات التي ابتكرتها التيارات الثورية الشبابية، ولم تخل التهديدات من تلميحات بمواجهة عنيفة مع المجلس العسكري في حالة إصراره على ترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية. وفي سياق مواز، اعتبر وزير العدل المصري أن قانون عزل الفلول غير دستوري وسوف يسقطه القضاء لعدم دستوريته. واتهمت لافتات المتظاهرين بالتحرير عمر سليمان، بأنه المسؤول عن تقسيم السودان وحصار غزة، كما طاف المتظاهرون بنعش رمزي لعمر سليمان ملفوفا بعلم إسرائيل وكتبوا عليه ''سليمان وإسرائيل يد واحدة''، ولم يخل التحرير من لافتات تندّد أيضا بترشيح أحمد شفيق رئيس وزراء مبارك وأيضا عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية للرئاسة. كما أكّد القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور حمدي حسن في تصريح ل''الخبر''، نجاح مليونية ''حماية الثورة'' التي دعت إليها مختلف الأحزاب الإسلامية، مشيرا إلى مشاركة أزيد من مليوني متظاهر عبر مختلف ميادين التحرير على مستوى جمهورية مصر العربية، للانتفاض على رموز نظام مبارك الذين عادوا مجددا إلى الساحة السياسية. كما أوضح حمدي حسن ل''الخبر''، أن ''رفض بعض القوى والأحزاب الثورية والشباب المشاركة في هذه المليونية، لا يعبّر عن إدارة جميع الشعب المصري، وأن عنادهم في عدم النزول إلى ميدان التحرير سيساهم في إجهاض الثورة وهو ما يسعى إليه رموز النظام البائد''. في حين استنكر هذا القيادي البارز بجماعة الإخوان وعضو البرلمان المصري السابق، الاتهامات التي وجهها نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان للإخوان بحرقهم مراكز الشرطة، قائلا ''لا ندري لماذا لم يتم محاكمة عمر سليمان إلى حد الآن، لأن مكانه الطبيعي بجوار مبارك، وأنا على يقين أن ترشح سليمان إلى الرئاسيات مؤامرة خطيرة تحاك ضد الثورة، من أجل إعادة إنتاج دولة المخابرات والتعذيب وأمن الدولة. وأستغرب اتهامه للإخوان بحرق مراكز الشرطة، وحماس وحزب الله بتهريب المساجين أيام الثورة وإحداث حالة الانفلات الأمني، في حين أنه هو المسؤول المباشر عن كل ما حدث، وأعتقد أن سليمان بدأ يهذي ويخرف بحكم كبر السن، ويجب محاسبته على الجرائم التي نفذها في حق الشعب المصري وإهدار كرامته''، وأضاف ''والغريب في الأمر كله أنه استغلّ سماحة المصريين للقفز على السلطة''. وفي سياق ذي صلة، شدد محدثنا على ضرورة تطبيق قانون ''العزل السياسي'' ومنع ''فلول'' النظام السابق من ممارسة أي نشاط سياسي، قائلا ''من المفروض طبقا للشرعية الثورية، أنه ليس من حق المجلس العسكري ولا أي مؤسسة أخرى تابعة لمؤسسات الدولة، التدخل لمنع أو وقف ما يعرف بقانون عزل الفلول''.