العصابة اعتادت إبرام صفقات الترويج ب''قهوة الشرقي'' ببرج البحري تزعمت عجوز شبكة تنشط في مجال ترويج المخدرات الصلبة بالعاصمة، حيث تولت نقل مادة الهيروين على متن سيارتها، ما مكنها من الإفلات من نقاط التفتيش بحكم سنها. كانت الفرقة التاسعة للشرطة القضائية بذبيح شريف التابعة لمقاطعة الوسط للشرطة القضائية، قد فتحت تحقيقا في القضية منذ شهر جانفي الماضي، إثر تلقيها معلومات من قبل مجهول حول نشاط عصابة تتاجر في المخدرات الصلبة، خاصة مادة الهيروين. وقد أفضى هذا البلاغ إلى الإطاحة بأول متهم في القضية، وهو المدعو ''ي.ع'' بتاريخ 8 أفريل الماضي، حيث ضبط متلبسا وبحوزته كمية من الهيروين، ليشكل هذا الأخير رأس الخيط الذي تمسّك به محققو الشرطة في تحرياتهم التي توّجت بإلقاء القبض على باقي أفراد العصابة والكشف عن أدق تفاصيلها. وحول هذه التفاصيل، أظهرت التحقيقات أن أفارقة استغلوا سذاجة عجوز تبلغ من العمر 69 سنة، في نشاط نقل مادة الهيروين، حيث كانت تستلم البضاعة من زوجين إفريقيين يحملان جنسية نيجيرية، لتقوم بنقلها على متن سيارتها من نوع بيجو ''''206 إلى الزبائن، إذ تقوم بتسليم البضاعة بمبلغ 8000 دينار للغرام الواحد من الهيروين. وفي ظرف وجيز، استطاعت السيدة العجوز تحقيق عائدات معتبرة لفائدة عصابتها التي تحولت إلى عمودها الفقري وزعيمتها الحقيقية، بحكم سنها الذي يسمح لها بالإفلات من نقاط المراقبة الامنية، غير أن صولاتها وجولاتها لم تكن لتنتهي دائما بالنجاة، إذ سقطت بين أيدي الشرطة التي استعانت بمعلومات جمعتها من اعترافات أفراد في العصابة، في كمين نصبته لها الشرطة وللزوجين النيجيريين اللذين كانا هذه المرة رفقتها لنقل كمية من الهيروين، إلى جانب 120 غرام من معدن الذهب. كما تم توقيف ثلاثة شركاء ينحدرون من حي بوزريعة وحي باب الواد ي بالعاصمة، اثنان منهم كانا على متن سيارة ''ماروتي'' وبحوزتهما 7,7 غرامات من الهيروين. وأثناء التحقيق معهما اعترفا بأنهما يمتهنان المتاجرة في المخدرات الصلبة، ليكشفا أن ممولهما رعية إفريقية، وأن إجراء صفقات بيع المخدرات الصلبة تتم ب''قهوة الشرفي'' بمنطقة برج البحري. وبعد انتهاء مجريات التحقيق تم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد، الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار تحديد جلسة المحاكمة.