فرض المئات من المحتجين ببلدية المنيعة في ولاية غرداية حصارا كاملا على ولايتي تمنراست وأدرار، بعد أن منعوا حركة النقل عبر الطريق الوطني رقم 1، وقسموا ولايتهم إلى جزأين منفصلين، لأكثر من 24 ساعة. لازالت معاناة السكان مع انقطاع التيار الكهربائي تسيطر على الأحداث بمدينة المنيعة، منذ السبت الماضي، تاريخ دخول الشباب الغاضب في احتجاج للتنديد بهذه الوضعية، حيث قاموا بمنع حركة النقل البري عبر أحد أهم الطرق في الجزائر، بعد الطريق السيار شرق غرب، وقد استغل هؤلاء المحتجون هذه ''الانتفاضة'' لعرض بقية المشاكل التي يواجهونها، والمتعلقة بالتنمية وانعدام فرص العمل، وتدهور الإطار المعيشي لسكان إحدى أقدم الدوائر الإدارية في الجنوب الجزائري، وإحدى أهم المراكز الإدارية والاقتصادية في الجنوب خلال الحقبة الاستعمارية. وبلغت قوة الحصار، الذي يفرضه هؤلاء المحتجون بشمال المنيعة، درجة توقف حركة نقل مواد البناء والمحروقات، ونقل البضائع والخضر والفواكه، وحركة نقل المسافرين، بشكل شبه كلي، بين 4 ولايات هي غرداية وأدرار وورفلة وتمنراست، بعد أن تم غلق شطر الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين غرداية والمنيعة، والذي يربط الطريق الوطني رقم 49، المؤدي من أقصى الجنوب إلى ورفلة واد سوف، وإليزي وبسكرة، ويربط كذلك الطريق الوطني رقم 1، المؤدي إلى أقصى الحدود الجنوبية، بالطريق رقم 51 الذي يؤدي إلى أدرار. وبهذا بات التنقل بين أغلب ولايات الجنوب غير ممكن نظريا، بسبب غلق الطريق لأكثر من 24 ساعة، بينما لجأ بعض السائقين، العارفين بالطرق في الصحراء، إلى طريق فرعي غير معبد وخطير جدا للإفلات من المتاريس الذي أقامها المحتجون، في الوقت الذي فضل فيه سائقون آخرون الانتظار، تحت حرارة قياسية بلغت 44 درجة تقريبا، حتى إعادة فتح الطريق. وتعاني بلدية المنيعة من وضع كارثي في مجال الكهرباء، حيث يحصي السكان عشرات الانقطاعات للكهرباء يوميا، تحت حرارة قياسية، وقد تسبب تأخر إنجاز محطة الطاقة الكهربائية الجديدة في وضع المنيعة المزري، الذي بات غير قابل للتحمل، حسب السكان.