أكدت مصادر مطلعة ل''الخبر''، بأن رجال مال وأعمال جزائريين ينشطون على مستوى شارع دبيبالعلمة، قد تلقوا ضربة موجعة للغاية، بعد أن أقدمت السلطات الأمنية رفقة الجمارك الصينية على مداهمة مستودع كبير لتجميع الحاويات التجارية بإحدى المدن الصينية، وتمكنت من حجز 45 حاوية من الحجم الكبير بداية شهر جوان الجاري. تشير ذات المصادر إلى أن قيمة تلك الحاويات تتجاوز 22 مليون دولار، بمعدل 6 ملايير سنتيم للحاوية الواحدة. وتحتوي الحاويات المحجوزة على سلع مقلدة لماركات عالمية شهيرة، خاصة في مجال الألبسة والألعاب التي يكثر الطلب عليها في وقت الصيف والأعياد الدينية، فيما أوقفت مصالح الأمن الصينية أصحاب الشاحنات التي كانت تهم بنقل الحاويات إلى الرصيف التجاري بميناء كوانزو وميناء شنغهاي نحو الجزائر، وباشرت تحقيقات معمّقة معهم. وترجح مصادرنا وصول أخبار من وسطاء تجاريين يمثلون الماركات العالمية في الصين، خاصة أن الشركات العالمية بادرت إلى وضع خبراء سريين في مختلف مناطق الصين، للكشف عن المصانع السرية التي تنتهك قوانين الملكية التجارية والصناعية. ومن المنتظر أن يصل وفد من أصحاب المال والأعمال الصينيين إلى مدينة العلمة في الأيام القليلة القادمة، بهدف التفاوض بشأن تلك البضائع المحجوزة، خاصة أن المصانع التي تكفلت بعملية التقليد تكبّدت خسائر كبيرة، بحكم أن التاجر الجزائري يدفع ثلث المبلغ المتفق عليه، على أن يتم دفع باقي الأقساط بمجرد دخول السلع إلى ميناء الجزائر. هذه العملية كشفت، مرة أخرى، الصراع الكبير لبعض رجال المال والأعمال في مدينة العلمة التي صارت ملاذ كل الطامحين إلى دخول أبواب التجارة الحرة، ما يفسر فرضيات تصفية الحسابات بين الكثيرين منهم، بدليل وصول معلومة أكيدة إلى مصالح الجمارك بالجزائر العاصمة في وقت سابق، أكدت من خلالها وجود 30 حاوية دخلت من الصين تحوي مفرقعات وألعابا نارية، كان يراد لها أن تغرق السوق الوطنية قبيل المولد النبوي، بالتوازي مع الحرب الباردة التي ميّزت دخول الكثير من أصحاب المال بمدينة العلمة معترك الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأنفق بموجبه هؤلاء أموالا كبيرة من أجل دخول قبة البرلمان لحماية مصالحهم التجارية، والتغطية على عمليات الاستيراد المشبوهة للسلع المقلدة.