عرف اليوم الثالث من اللقاءات السينمائية ببجاية، عرض أفلام تونسية، اكتشف من خلالها الجمهور البجاوي رؤية المرأة التونسية المخرجة للثورة وتعاطيها مع المشاكل الجديدة، مثل الحرفة والحرية. عرض أول أمس، في إطار اليوم الثالث للفيلم التونسي ''مخبي في قبة'' للمخرجة ليلى بوزيد، والذي عالج الثورة التونسية من الناحية الاجتماعية ورغبة المرأة التونسية مرافقة الثورة، من خلال الانتفاضة على بعض العادات والتقاليد الموروثة عن ثقافة آل بن علي. وحسب المخرجة، فإن المرأة التونسية تعيش وسط تناقضات يصعب التخلص منها وهو ما يتضح من خلال العلاقة بين أم وابنتها. وشاركت، من جهتها، مواطنتها المخرجة فرح خضار القاطنة بفرنسا، بفيلم حول الحرافة ومعاناة الشباب في المهجر بعنوان ''اهتزازات''. تتمحور قصة الفيلم حول مأساة 28 حرافا في سفينة غرقت ومات 27 منهم، بينما بقي واحد على قيد الحياة، لكنه بقي يحلم دائما بالحرفة. وترى فراح أن ''اهتزازات'' عبارة عن صرخة قوية للعالم حول القوة الكامنة في العالم الداخلي للشباب، وهي القوة، حسبها ،التي حطّمها بن علي وحاشيته في المهد. ويعالج الفيلم البلجيكي الذي أخرجه الفنان المعروف ''أوريليا بودينو''، موضوع صراع الثقافات الأبدي بين الشمال والجنوب، حيث يتهم كل طرف الآخر بالانغلاق ونسيان الذاكرة والتاريخ وتجاهل البعد الحضاري الذي يفتح الأبواب على المصالحة. وقال المخرج في النقاش الذي دار بعد العرض، أن الموضوع لا يتعلق بالعنصرية وإنما بموقف تاريخي. وصفّق الجمهور مطولا للفيلم الذي أخرجه ''قيوم براك'' بعنوان ''عالم بلا نساء'' والذي تقمصت فيه الدور الرئيسي الممثلة فرجيني، والتي أوضحت أن سعادة الرجل تتحقق بتواجده رفقة امرأة تفهمه، والعكس ليس صحيحا. وللإشارة، فإن الفيلم تضمّن إيحاءات جنسية كثيرة، مما دفع بالبعض من الجمهور الى مغادرة القاعة والعودة إليها خلال النقاش، كما فاجأ المطرب القبائلي جمال علاّم الجمهور بفيلم قصير يحمل عنوان ''عشاق المقاعد العمومية'' قال أنه يمثل تجربته الأولى. أما نهاية السهرة فكانت مع فيلمين الأول بعنوان ''استسلم'' للمخرج ياسين قنية من فرنسا والثاني بعنوان ''شارع الأحياء'' للمخرجان حكيم زوهاني وكارين ماي من فرنسا، وتعالج كلها قضايا الفساد الأخلاقي وضياع المستقبل للشباب المغامر وحتى المولود بالمهجر. أصداء * تحولت شرفة قاعة السينماتيك ببجاية المطلة على البحر، الى شبه رواق لعرض الأزياء للممثلات الجزائريات والأجنبيات، حيث أن لباس الفترة الصباحية يختلف عن الفترة المسائية، أما لباس السهرة، فحدّث ولا حرج. * أبدت الممثلة الفرنسية فرجيني، التي توصف بنجمة المهرجان لدورها في فيلم ''عالم بلا نساء''، إعجابها بالمناظر الطبيعية الخلابة لمدينة بجاية خاصة البحر والأقواس البحرية. * ممثلة بلجيكية اتصلت بعائلتها وطلبت منهم المجيئ الى بجاية للاستمتاع بجمالها ومن جملة ما قالت لهم ''جنة في الأرض'' و''من قال أن في البلد رعب فقد كذب'' ولم تتردد في الطلب من المنظمين بتمديد إقامتها ببجاية.