الدكتور بنوا متخصّص في الطب، وينتمي إلى أسرة فرنسية كاثوليكية. وقد كان اختياره لهذه المهنة الأثر في انطباعه بطباع الثقافة العلمية البحتة، وهي لا تؤهله كثيراً للناحية الروحية. يقول الدكتور: لا يعني هذا أنّني لم أكن أعتقد في وجود إله، إلاّ أنّني أقصد أنّ الطقوس الدينية المسيحية عموماً والكاثوليكية بصفة خاصة، لم تكن لتبعث في نفسي الإحساس بوجوده. وعلى ذلك، فقد كان شعوري الفطري بوحدانية الله يحول بيني وبين الإيمان بعقيدة التثليث، وبالتالي بعقيدة تأليه عيسى المسيح. ويضيف: كنتُ، قبل أن أعرف الإسلام، مؤمناً بالقسم الأول من الشّهادتين (لا إله إلاّ الله)، وبهذه الآيات من القرآن: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ × اللهُ الصَّمَدُ × لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ × وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} الإخلاص 1 .4 ويشدّد: لهذا، فإنّني أعتبر أنّ الإيمان بعالم الغيب وما وراء المادة هو الّذي جعلني أدين بالإسلام. على أنّ هناك أسباباً أخرى حفّزتني لذلك أيضاً، منها مثلاً أنّني لا أستسيغ دعوى الكاثوليك أنّ من سلطانهم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن الله، ومنها أنّني لا أصدق مطلقاً ذلك الطقس الكاثوليكي عن العشاء الرباني والخبز المقدس الّذي يمثّل جسد المسيح عيسى، ذلك الطقس الطوطمي الّذي يماثل ما كانت تؤمن به العصور الأولى البدائية، حيث كانوا يتّخذون لهم شعاراً مقدساً، يحرم عليهم الاقتراب منه، ثم يلتهمون جسد هذا المقدس بعد موته حتى تسري فيهم روحه! ويشير المتحدث: وممّا كان يباعد بيني وبين المسيحية، أنّها لا تحوي في تعاليمها شيئاً يتعلّق بنظافة وطهارة البدن، لاسيما قبل الصّلاة، فكان يخيّل لي أنّ في ذلك انتهاكاً لحرمة الربّ، لأنّه كما خلق لنا الروح، فقد خلق لنا الجسد أيضاً، وكان حقًّا علينا ألاّ نهمل أجسادنا. ويؤكّد الدكتور بنوا: وهكذا، تقدّمتُ يوم 20 فبراير سنة 1953 إلى المسجد في باريس، وأعلنتُ إيماني بالإسلام، وسجّلني مفتي مسجد باريس في سجلات المسلمين، وحملت الاسم الجديد ''علي سلمان''، ويضيف: ''إنّني أشعر بالغبطة الكاملة في ظلّ عقيدتي الجديدة، وأعلنها مرّة أخرى: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله''.