أوعز مزيان مريان، رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، التراجع الذي عرفته نتائج امتحانات البكالوريا هذا الموسم مقارنة بنتائج العام الماضي، إلى المستوى النوعي الذي ميّز مواضيع الامتحانات، حيث توافرت فيها المعايير البيداغوجية اللازمة لامتحانات بحجم شهادة البكالوريا. أكد المسؤول الأول على رأس نقابة ''السنابست''، في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، أن ''مواضيع امتحانات السنة الماضية كانت أقل نوعية مقارنة بمواضيع هذا العام، ما جعلها في متناول عامة المترشحين، ونتج عنه ارتفاع نسبي في مجموع الفائزين، الأمر الذي لم يتجسد هذا العام، خاصة أن عملية استدراك الدروس تمت بنجاح كبير، ما رفع حجم العتبة لدرجة أن المواضيع مسّت مختلف الدروس المتواجدة في البرنامج الدراسي''. وفي اتجاه آخر، أفاد ذات المتحدث بأن ''حقيقة الانخفاض المسجل في النسبة المئوية للناجحين في شهادة البكالوريا هي تناسبية، بدليل أن عدد الناجحين المسجل هذا الموسم أكبر من تعدادهم في الموسم الماضي، والسبب راجع، حسبه، إلى الارتفاع الذي عرفه عدد المترشحين السنة الجارية''، مشددا على ضرورة عدم إيلاء أهمية للنسبة المئوية للناجحين والتركيز بدل ذلك على نوعية التلاميذ الذين يجتازون عقبة البكالوريا الذين يمكّنهم مستواهم التعليمي والتربوي من مواصلة المشوار الدراسي على مستوى المؤسسات الجامعية دون أي عراقيل. من جهته، ركز السيد أوس محمد، نقابي ومتخصص في التعليم الثانوي، في قراءة بيداغوجية للنتائج النهائية لشهادة البكالوريا المعلن عنها، على الضربة الموجعة التي تلقاها التعليم التقني هذا الموسم في صورة تراجع رهيب في النسبة العامة للناجحين، معتبرا ذلك مُحصلة طبيعية لسياسة التسيير التي تتعامل بها السلطات المعنية مع التعليم التقني بالشكل الذي حوّل هذا النمط التعليمي إلى شعب يتم من خلالها إكمال حصص التلاميذ عن طريق التوجيهات العشوائية غير المدروسة، مشددا على انعدام التنسيق المطلوب الحاصل بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي، الأمر الذي أفضى إلى تنفير التلاميذ النجباء عن هذا التوجه التعليمي، خلافا لما كان سائدا في المواسم الدراسية السابقة، وأدى إلى توجس الأولياء من المغامرة بأبنائهم في خوض تجربة التعليم التقني الذي جاءت نتائجه كارثية، على حد تعبيره.