عادت مشاكل انقطاع المياه عن منازل مدن وأحياء ولاية فالمة إلى الواجهة، حيث أطلق سكان أحياء عدة بلديات نداء استغاثة للسلطات جراء توقف وصول المياه إلى منازلهم. بين فترات تراوحت بين الأسبوعين إلى نحو شهرين، وحتم الوضع عليهم التزود من الحنفيات العمومية، أو البحث عن منابع قديمة، يعود بعضها للعهد الاستعماري، وهي الوضعية التي جعلت السكان يهددون بإثارة أحداث شغب كالتي جرت في رمضان الماضي ببلدية مجاز الصفاء، والتي كانت قد أودت بحياة كهل، في حال استمر الوضع الراهن. وجاء النداء من سكان بلدية بن جراح، وسبقهم بفترة سكان قرية ''سيدي عبيد''، التابعة لبلدية وادي الزناتي، فيما يواصل سكان بلدية مجاز صفاء معاناتهم، منذ سنوات، طويلة مع الماء، وهو نفس الوضع الذي يقاسمهم إياه سكان مشاتي بلدية حمام النبائل، حيث تعاظمت في هذه الفترة نداءات الاستغاثة التي رفعها السكان للسلطات، والتي تشكو توقف ورود المياه إلى منازلهم منذ شهر ماي الماضي كحال سكان حي ''حمدي'' ببلدية بن جراح، الوضع الذي أجبر الأهالي وأبناءهم على الخروج من منازلهم والبحث عن قطرة ماء تطفيء لهب هذه الأيام التي تشهد معدلات الحرارة فيها أرقاما قياسية، فكانت الحنفية العمومية أو المنابع القديمة وجهتهم. ويحمل مواطنو بلدية بن جراح الكثير من المخاوف الناجمة عن هذه الأزمة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وقالوا إنهم يجبرون، اليوم، على جلب الماء من المنابع الطبيعية، فكيف يمكنهم فعل ذلك مع الصوم، ومن جهة أخرى فهم يشككون حتى في سلامة مياهها، بالنظر إلى قدم الكثير منها. وهذه الوضعية أعادت للأذهان ما حصل العام الماضي على مستوى بلدية مجاز الصفاء، بسبب توقف تزويد المواطنين بالمياه لمدة فاقت الشهر، وما انجر عن ذلك من أحداث شغب راح ضحيتها كهل، ومع ذلك يواصل المواطنون معاناتهم مع شح مياه الحنفيات. فبلدية مجاز الصفاء، حسب سكانها، تعيد كتابة سيناريو شح الماء الذي حدث السنة الماضية. وهدّد السكان بالعودة للاحتجاج مرة أخرى، وهم يعدون أيام انقطاع المياه عنهم، والتي تجاوزت 15 يوما كاملة، ودفعت بهم هذه الوضعية إلى جلب الماء من الحنفية العمومية، المشهورة باسم ''فرانسوا'' الواقعة عند مخرج البلدية، أو الانتقال إلى مقر البلدية لجلب دلو ماء. وهو نفس الهاجس الذي طرحه، مرارا، سكان المشاتي التابعة لبلدية عين أحساينية، حيث أن العائلات تشرب من مياه منابع قديمة جدا، ومنذ سنوات طويلة، دون أن تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لأزمة العطش التي تتواصل على مدار السنة، وبالنسبة لسكان مشاتي بلدية حمام النبائل، وخاصة عرش ''عين غرور''، فهم يعتمدون، بالأساس، على الحنفية العمومية، وعلى منبع يتوسط الطريق بين المشتة وعاصمة البلدية يعود، حسبهم، لفترة الاستعمار، ومع كل ما يحمله من خطر، نتيجة اهتراء الخزان وانتشار الصدأ به، لكن السكان ما زالوا يستغلونه لحد الساعة. كما عبّر سكان قرية ''سيدي عبيد''، التابعة لبلدية وادي الزناتي، عن تذمرهم من هذا الوضع، في وقت تشهد عدة أحياء بعاصمة الولاية فالمة تذبذبا في التوزيع، مع تسجيل، بين الحين والآخر، مشكل تلوث المياه التي تردهم من سد ''بوهمدان''.