يكشف المجاهد محمد شنوفي بن سعيد، أحد ضباط الولاية السادسة ومرافق العقيد محمد شعباني في رده على شهادة مهدي الشريف، أول أمين عام لرئاسة الأركان، أن العقيد شعباني رفض في ماي 1964 أوامر وزارة الدفاع بأن يضع قواته تحت التصرف للهجوم على العقيد محند أولحاج (آخر قائد لولاية القبائل) وحركة الأفافاس التي أسّسها آيت أحمد في 1963، كما أكد شنوف أن الرائد عمر صخري لم يلق عليه القبض في العملية التي اعتقل فيها العقيد شعباني بل تفاوض مع الرئيس بن بله من أجل إطلاق سراح معتقلي الولاية السادسة التاريخية قبل أن ينزل من الجبل. بصفتي واحدا من ضباط جيش التحرير الوطني بالولاية السادسة (الصحراء) أرجو أن تنشروا التوضيحات الآتية على ما جاء في شهادة المجاهد المحترم سي الشريف مهدي في أعداد جريدتكم الموقرة أيام 17 و18 و19 و20 و21 و22 جانفي 2012. 1 محتوى المقال الصادر يوم 19 جانفي 2012 (قصة استشهاد سي الحواس وسي عميروش رحمهما الله) أ أؤكد عدم صدقية ودقة معلومات الضابط الفرنسي (جون لوي غالي) بخصوص مقدمة معركة استشهاد العقيدين سي الحواس وسي عميروش، حيث أنه يفهم من السياق أن البطل سي العربي بعرير غادر الكتيبة القادمة من الولاية الرابعة وتوجه للهجوم على الحركى في مقهى بمدينة بوسعادة، وهذا غير صحيح مطلقا، لأن الرائد سي العربي بعرير كان معنا بصحبة العقيد سي الحواس بمركز المهشم بجبال الزاب أين التحق بنا العقيد سي عميروش واستقبلناه. ب أنه على الرغم من ثبوت اطلاع العدو على وجود كل من العقيدين سي الحواس وسي عميروش كان على لسان أحد المجاهدين الذي أسّر في الصباح الباكر من بين الذين كانوا لا يزالون في مؤخرة الكتيبة المرافقة صاعدين للجبل وأن نسبة هذا الفعل من طرف الضابط الفرنسي الرائد اعمر إدريس لم يخرج عن الغل والحقد الذي يكنه ضباط وجنرالات فرنسا للقائد البطل سي اعمر إدريس الذي أذاقهم وأذنابهم من أتباع بن لونيس مرّ الهزائم المتتالية في جبال قيعقع وبوكحيل منذ 1955 إلى أن استشهد تحت التعذيب. 2 وفي مضمون المقالة الصادرة في مقال يوم الجمعة 20/01/ 2012 أ حول المقولة الواردة بالنمط الكبير حول سبب الخلاف بين شعباني وبومدين والتي تقول إن ''شعباني كان مغتاظا من الرئيس بن بلة لأنه لم يعيّنه وزيرا للدفاع كما وعده''، فإنني أتمنى على الدارسين أن يعتمدوا رد الشهيد محمد شعباني على الرئيس بن بله لما قال له ''جهّز نفسك لأعيّنك رئيسا للأركان...'' والذي كان كما ورد في الجواب على السؤال الثاني من نفس المقال ''نحن قادة الولايات نجتمع ونقرر.. الخ ولا يعتمدوا على الاستنتاج الذي تكرّم به صاحب الشهادة في الجواب على السؤال السادس من المقال. وفي هذا المعنى أضيف شهادتي الشخصية التي أعتقد أنها توضح بجلاء فلسفة وقناعة العقيد الشهيد محمد شعباني وذلك أنني ''حضرت في لقاء جمعنا فيه العقيد محمد شعباني في شهر ماي 1964 بمقر قيادة الولاية في بسكرة، وكان استدعانا كل من موقعه للتشاور حول الأوامر التي جاءته من وزارة الدفاع تلزمه بأن يأتي بالقوات التي تحت تصرفه للهجوم والقضاء على محمد أولحاج وأتباعه وحركة الأفافاس في جبال القبائل وعلى الرغم بأنه استدعانا للمشورة تم اتخاذ الموقف، إلا أنه بلغنا بأنه رفض أن يقاتل المجاهدون بعضهم بعضا وأجابهم بأنه مستعد ليقدم شخصيا ويتصل بسي محند أولحاج في جبال جرجرة ويقنعه بإنهاء المشكل. ب وفي نفس المقال وفي سياق حديث الشاهد الفاضل عن معاناة العقيد شعباني وبقية إطارات الثورة وقادة جيش التحرير الوطني الذي ألقي عليهم القبض وتكرم بذكر بعضهم بالاسم في هذا الإطار وتصحيحا للمعلومة وللإشادة بدور الأخ عمر صخري في إطلاق سراحنا من السجن بعد تفاوضه مع بن بله قبل أن يهبط من الجبل أؤكد أنه لم يلق عليه القبض مثلنا ولم ينقل إلى سجن السيدة الإفريقية ولا مركز الأمن العسكري ببوزريعة ولا إقامة حمداش في الأبيار التي منها حوّل بعضنا إلى وهران.