أثار القرار المعلن عنه من قبل شركة السيارات ''بيجو'' والقاضي بإلغاء 8000 منصب عمل في فرنسا، تحفظا كبيرا من قبل الحكومة التي يترأسها الاشتراكي جون مارك أيرو، واعتبره الرئيس فرانسوا هولاند غير مقبول، إلا أنه عكس الأزمة التي تواجه صناعة السيارات الفرنسية محليا، ما اضطرها إلى نقل جزء كبير من صناعاتها إلى أوروبا الشرقية ودول الجنوب. وأحدث القرار زوبعة حقيقية سياسيا واجتماعيا، خاصة في ظل الأزمة التي تعرفها الدول الأوروبية منها فرنسا، حيث سارع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى التأكيد، خلال تصريح صحفي، على أن الإجراء غير مقبول وأنه يتعين إعادة التفاوض بشأنه، مضيفا بأن الدولة ستواصل متابعة الملف. وجاء رد فعل المسؤول الأول في قصر الإليزيه، في أعقاب إعلان الشركة الفرنسية ''بيجو سيتروان'' عن توقيف الإنتاج على مستوى مصنع ''أولني سوبوا'' في غضون 2014 وهو أول إجراء من نوعه منذ 20 سنة. ونبه المسؤول الأول عن الشركة ''أرنو مونتبورغ'' إلى أن القرار سيكون بمثابة صدمة للأمة، وبالفعل، فإن الإعلان تبعه مباشرة رد فعل عنيف من النقابة والطبقة السياسية، خاصة أنه تضمن إلغاء 8000 منصب عمل على مراحل، إلى غاية منتصف 2013 من بينها حوالي 3600 منصب إداري. واعتمد الخيار الإرادي للرحيل كأولوية، فضلا عن إعادة توجيه 3000 عامل إلى مصنع بواسي، أي أن الإلغاء الفعلي سيخص حوالي 5000 منصب، وتم تبرير القرار بوجود قدرات فائضة في إنتاج السيارات الصغيرة، حيث يتخصص المصنع في تجميع ''سي ''3، والتي ستتوقف الشركة عن إنتاجها في غضون 2013 2014 وسيتم تعويضها بنموذج جديد لاحقا، فضلا عن تراجع سوق السيارات في أوروبا، ما صعب الوضعية المالية للشركة الفرنسية خاصة منذ 2011، إذ أن حجم المبيعات تراجع بنسبة 25 بالمائة منذ .2007 وشدد مسؤولو بيجو على أن الأولوية ستعطى لتدعيم المصانع الرئيسية، في وقت تم استبعاد لحد الآن أي دعم مباشر للدولة. وباشرت الشركة الفرنسية بالموازاة مع المخطط المعلن عنه، برنامج استثمار وإجراء لتخفيض أسعار السيارات في سياق عملية إعادة هيكلة، علما أن آخر قرار لغلق مصنع تم مع ''رونو'' بالنسبة لمصنع ''بولون بيلانكور'' في .1992 وتمس قرارات إلغاء مناصب الشغل عددا من المواقع بصورة جزئية مثل مصنع ران لوجاني المنتج لبيجو 508 وسيتروان سي 5 أيضا الذي سيستفيد مع ذلك من مشروع جديد لصناعة نموذج خاص مشابه لسيتروان بيكاسوسي .4 وكانت لهذا الإعلان آثار جانبية، منها تراجع محسوس لأسهم الشركة الفرنسية في بورصة باريس وإعلان هيئة التنقيط ''موديز'' عن إمكانية تخفيض تصنيف الشركة الفرنسية. بالمقابل، فإن الشركة أبقت على مشروع الشراكة مع المجموعة الأمريكية جنرال موتورز قائما، كما لم يتم المساس بمركبات الشركة بالخارج، حيث تسعى الشركة للتخفيف من أعباء جزء من عمالها في فرنسا في حدود 5000 عامل، لضمان إعادة جزء من الشركة التي توظف أكثر من 100 ألف في فرنسا وقرابة 210 ألف عبر العالم. في نفس السياق، استبعد خبراء، في حديث ل''الخبر''، تأثر نشاطات الشركة بالخارج لعدم المساس بأي من الاستثمارات القائمة، كون النشاط يعرف انكماشا في أوروبا، بينما نسب النمو في الخارج تبقى إيجابية. بالمقابل، يبقى الوضع في الجزائر مغايرا، لأن السوق الجزائري يسجل نموا إيجابيا بالنسبة لكافة الشركات الفرنسية للسيارات، وقد عرف خلال السداسي الأول من السنة زيادة معتبرة. وتبقى العلاقة تجارية محضة بين السوق الجزائري والعلامات الفرنسية التي تستفيد كثيرا من مزايا هذه العلاقة ولم تعرف تأثرا طوال السنوات الماضية، حيث تأتي بيجو دائما في المراتب الثلاثة الأولى من حيث استيراد السيارات.