أصبحت العائلات التي تقصد شواطئ بومرداس قلقة من تصرفات بعض حراس حظائر السيارات المرخصة وغير المرخصة، التي يسيرها شباب بطال يبحث عن الربح السريع، وقد يستعملون القوة في تعاملاتهم مع أصحاب السيارات الذين يرفضون دفع مبلغ ركن المركبة. على مستوى مدينة الصخرة السوداء، كما تسمى، تقصد العائلات الشواطئ الثلاثة التي تزخر بها المدينة، وماعدا الحظيرة المحروسة التي خصصتها البلدية لركن السيارات بمطعم بوزفزة وهي الحظيرة المقابلة للشاطئ الأول ببومرداس، لا توجد أماكن محروسة أخرى، ويضطر معظم الزوار إلى ركن سياراتهم سواء بالقرب من الملعب الأولمبي أو في الجهة المقابلة للشواطئ، ليصادفهم شباب يبحث عن الربح السريع بطرق غير قانونية، ويفرضون عليهم مبالغ مالية تتراوح بين 50 و100 دج، على أساس أنهم حراس للحظائر، وهنا لا يجد صاحب السيارة إلا الرضوخ لهم، لأنه لن يجد مكانا آخر آمنا ومحروسا. أحد الزوار، جاء من ولاية البويرة وعلى متن سيارته 7 من أفراد عائلته، بقي يبحث عن مكان لركن سيارته مدة 20 دقيقة، حسب تصريحه لنا، ولم يجد مكانا آمنا لركن سيارته بعد أن وجد الحظيرة التي اعتاد على ركنها فيها مكتظة، ما اضطره إلى وضعها في الشريط المقابل للبحر، بعد أن وجد شابا ساعده على ركن السيارة وهي الطريقة المستعملة، ليصبح بعد ذلك اتفاقا غير معلن بينه وبين صاحب السيارة. وهو نفس الأسلوب المنتهج من طرف هؤلاء الشباب، لكي لا يتفاجأ أصحاب السيارات عند مطالبتهم بالدفع. يواصل الزائر حديثه قائلا: ''أنا مضطر للاستسلام وركن سيارتي مقابل دفع ما يطلبه هذا الشاب، أفضل من أن أعرّض سيارتي للتلف''. أما على مستوى الشاطئ الثالث بحي 800 مسكن والذي تم فتحه الموسم المنصرم، فإن كل من يقصده يجد صعوبة في ركن السيارة. وفي غياب حظيرة محروسة ومعتمدة من طرف السلطات المحلية، تفتح الأبواب على مصراعيها لشباب الحي ليحول المكان إلى حظيرة لابتزاز العائلات، رغم أن الأماكن توجد بجوار العمارات، وهو الأمر الذي يزعج العائلات التي تريد قضاء أوقات ممتعة على شاطئ البحر. ورغم دفع المقابل، إلا أن السيارات تبقى معرضة للسرقة والتلف وهو ما يجعل أصحابها غير مرتاحين على حد قول الزائر ''ن. س''، من بني عمران ''أحب كثيرا هذا الشاطئ لأنه مخصص فقط للعائلات، لكن المشكل هو انعدام حظيرة، وأتساءل لماذا لم تفكر السلطات في هذا المشكل، لنكون تحت رحمة هؤلاء الشباب، فسياراتنا غير مؤمنة رغم أننا ندفع 100 دينار''. وعبر الشريط الساحلي للولاية كبن يونس، الكرمة وزموري البحري، تعاني العائلات نفس المشكل، فكل الأماكن محجوزة من طرف الشباب بطرق غير قانونية أمام الصمت التام للمسؤولين، وهو ما يفقد السياحة والمدينة بصفة عامة زوارها. من جهتهم، قال بعض الشباب من حراس الحظائر، إنهم معرضون لأشعة الشمس طيلة اليوم، وهم لا يسرقون، كما قالوا، ويواجهون اللصوص مقابل دنانير يساعدون بها أنفسهم. غير أنه كثيرا ما تقع مناوشات بينهم تصل إلى الاعتداء الجسدي بسبب رفض أصحاب السيارات الدفع، قد تصل إلى الوفاة، كما حدث، منذ سنتين، في بودواو، حيث قتل زائر بسبب رفضه دفع 20 دج.