موازاة مع تسليم وزير العدل المالي، ماليك كوليبالي، طلبا رسميا، أمس، للمدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، للقيام بالتحقيقات حول جرائم الحرب المرتكبة من طرف المتمردين في شمال مالي منذ جانفي الفارط، أنهى الوزير الأول، شيخ موديبو ديارا، لقاءه مع بليز كومباوري، الرئيس البوركيني ووسيط المجموعة الاقتصادية ''إيكواس''، حيث سلمه خارطة طريق للمرحلة الانتقالية لمدة عام وكذا مسألة الحكومة ''التوافقية'' القادمة في مالي. ذكرت إذاعة ''إفريقيا رقم واحد'' أن خارطة الطريق التي سلمها الوزير الأول تهدف ''إلى توحيد كافة قوات البلاد من أجل استعادة شمال البلاد الذي سيطرت عليه جماعات إسلامية مسلحة، منذ نهاية شهر مارس الماضي، ومنها ''أنصار الدين'' و''حركة التوحيد والجهاد'' في غرب إفريقيا المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. يأتي هذا في وقت كان شيخ ديارا قد تعهد للماليين، في خطاب تلفزيوني، بتسريع خطى تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد، وهو الأمر الذي تفرضه مجموعة إيكواس على السلطات الانتقالية بأن يتم بحلول 31 جويلية الجاري. وضمن الجهود الرامية لاسترجاع سيطرة باماكو على مدن شمال البلاد، طلب وزير العدل المالي الذي تنقل، أمس، إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، من المدعي العام، السيدة فاتو بنسودة، إجراء تحقيقات حول الجرائم المرتكبة من طرف الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي، بعد تسجيل عمليات اغتصاب للنساء وتجنيد للأطفال في صفوف المسلحين وتدمير أضرحة تومبكتو المصنفة كتراث عالمي من قبل منظمة اليونيسكو من قبل حركة ''أنصار الدين'' والتوحيد والجهاد''. وأعلنت فاتو بنسودة، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أمس، أنها كلفت مكتب الهيئة بدراسة أولية للوضعية في مالي بناء على طلب حكومة باماكو، وذلك مثلما أوضحت ''لتقييم إن كانت الإجراءات المحددة في المادة 53.1 من عهد روما مكتملة لفتح التحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية''، وبالتالي توجيه التهم لشخص أو أشخاص بالضلوع في تلك الجرائم. ميدانيا، قالت مصادر إعلامية بمدينة غاو المالية إن قوات تابعة لحركتي ''التوحيد والجهاد'' وحركة ''أنصار الدين'' أطلقتا النار، أول أمس، على طائرة استطلاع يعتقد أنها فرنسية كانت تحلق في سماء المدينة. وقالت المصادر إن الطائرة عادت أدراجها بعد تعرضها لوابل من النيران أطلقت من المضادات المنتشرة على أطراف المدينة، وهي محاولة لاستعراض القوة وتلميح إلى أن التنظيم الإرهابي يمتلك أسلحة مضادة للطيران العسكري، في رسالة تحذير إلى القوات الإفريقية المدعومة من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية التي هددت بالتدخل العسكري في شمال مالي. من جهته، دعا رئيس غامبيا، يحيى جاماح، إلى عمل سريع ضد ''القاعدة'' في مالي، وذلك في محاولة لضمان الأمن والاستقرار في غرب إفريقيا. وقال الرئيس الغامبي: ''إن الفشل في اتخاذ الإجراء الصحيح ضد القاعدة في مالي سيصعد التوترات في غرب إفريقيا''. وأضاف جاماح: ''نحن في حاجة إلى اتخاذ إجراء في الوقت الصحيح لتجنب تصعيد الصراع، وكلما انتظرنا لمدة أطول استعد المسلحون''. وأكد جاماح أنه على الدول الإفريقية أن تتكتل من أجل القضاء على الجماعات المسلحة في مالي، قائلا: ''علينا أن نحاربهم''، مضيفا بأنه ''لا توجد حاجة إلى الحل الوسط''.