تُعدّ الزاوية التيجانية التماسينية بولاية ورقلة من معالم الحضارة الإسلامية، ومدرسة للتربية الروحية الجزائرية. تأسّست على يد الرجل الصّالح المصلح سيّدي الحاج علي تماسيني سنة 1803م/ 1217ه بأمر من شيخيه سيّدي أحمد التيجاني مؤسّس الطريقة التيجانية المولود بمدينة عين ماضي بولاية الأغواط. منذ هذا التاريخ والزّاوية التيجانية ملتقى العلماء وكعبة للطلاب ومريدي المعرفة، تولّى على هرمها مشايخ كرّسوا حياتهم لخدمة الدِّين والوطن ونشر الفضيلة وبثّ روح التّآخي والتّسامح بين النّاس، إلى جانب مهمّة التّربية الّتي تقوم بها الزّاوية التيجانية بتماسين فإنّها أيضًا تواكب العصر وتسير بسير زمانها. وللزّاوية مدرسة قرآنية عصرية تضم حوالي 500 طالب بكلّ الأصناف (كبار، صغار وشيوخ) يؤطّرهم ثلاثة مدرّسين، تخرَّج على يدهم العديد من حفّاظ القرآن الكريم والفقه. والطابع المميّز في المدرسة القرآنية بالزّاوية هو ارتفاع عدد حافظات القرآن لربّات البيت اللّواتي يفوق سنّهنّ ال.40 ومسايرة للعصر أيضًا أنشأ الخليفة الحالي للزّاوية التيجانية بتماسين، الدكتور محمد العيد، مركبًا ثقافيًا يحوي على مكتبة كبيرة تُعَدّ من أكبر المكتبات بالجنوب، بها حوالي 500ألف كتاب، وقاعات للمطالعة وأجهزة كمبيوتر متوفر بها الإنترنت، بالإضافة إلى العديد من النشاطات وفق برنامج سنوي يتضمّن إحياء المناسبات الدينية والوطنية، وإجراء مسابقات ثقافية ودروس رمضانية، والاحتفال بعيد المولد النّبويّ الّذي له طابع عالمي بالزّاوية، يحضره المريدين من مختلف أنحاء العالم، وملتقيات وطنية ودولية هدفها نشر حركية الزّاوية في مختلف الجوانب، كما أنّ هناك برامج مستقبلية مسطّرة في إطار تحسين وبلوغ الرقي العلمي لبعث التّواصل بين المريدين داخل وخارج الوطن، وتكوين مريدين معاصرين معتدلين وسطيين، يجمعون بين العلم والعمل والتّديُّن الصّحيح.