عقدت الدول الأعضاء في الجامعة العربية مساء أمس اجتماعا طارئا في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث المستجدات على الساحة السورية، والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مع الدول الخمسة الأعضاء في لجنة معالجة الملف السوري، وهي قطر، ومصر، والسودان، والعراق، والجزائر، قبل تقديم مقترحاتهم إلى وزراء الخارجية الدول الأعضاء في اجتماع منفصل ليل أمس . وكان وجه العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أمس، أوامر بالبدء بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري، اعتبارًا من اليوم، وأهابت الداخلية السعودية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، بجميع أبناء المملكة المسارعة في المساهمة في تلك الحملة، التي ستنطلق في جميع مناطق المملكة، وكان مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أعرب أكثر من مرة عن أسفه للتصعيد الخطير وأعمال العنف في سوريا . يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، سبق وأن دعا في بيان له إلى تشكيل حكومة مؤفتة في سوريا بأسرع ما يمكن، وقال الوزير الفرنسي، إنه والأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر على قناعة بأن الوقت حان لتتولى المعارضة السورية زمام السلطة في البلاد، وأضاف أنه يجب أن يتم فورا تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا تعبر عن الأماني الحقيقية للشعب السوري، كما أعرب فابيوس عن استعداد باريس لاستضافة وتنظيم اجتماع على مستوى رؤساء الحكومات سينظر في مسألة توحيد جهود البلدان العربية في بناء مستقبل سوريا. ميدانيا، تجددت أمس الاشتباكات في دمشق بين الجيشين النظامي والحر، واتسع نطاقها بصورة غير مسبوقة في حلب التي يأمل الثوار السيطرة عليها برمتها قريبا. وترافقت هذه المواجهات مع قصف جوي وبري عنيف من القوات النظامية أوقع ما لا يقل عن 24 قتيلا، وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوري قصف بالمروحيات والمدفعية مواقع داخل وحول حي برزة في شمال دمشق وحي المزة عند المدخل الشمالي للمدينة، وأضافت المصادر أن الجيش السوري نفّذ عمليات دهم في الحيين بعدما كان أعلن في وقت سابق تطهير أحياء أخرى في العاصمة بينها الميدان والقابون من »الإرهابيين«، في إشارة إلى عناصر الجيش السوري الحرّ. كما تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قتيل وجرحى في اقتحام الجيش لبساتين المزة بالدبابات والآليات، وعن وانتشار مئات الجنود السوريين هناك. وأشار إلى اقتحام متزامن استهدف حي برزة البلد، تلاه نشر قوات وآليات أمام المنشآت الحكومية في برزة. وقالت تقارير إعلامية، إنّ الجيش النظامي السوري استعاد السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق بحسب ما أفاد به محافظ نينوى اثيل النجيفي، في تصريحات له، حيث يأتي ذلك بعد أن سيطر الجيش السوري الحرّ السبت على معبر اليعربية قبل ان يتركه مساء، وكان ثاني معبر رئيسي يسقط بايدي المعارضة السورية المسلحة في غضون ايام من بين ثلاثة معابر رئيسية بين البلدين، وقبلها سيطر عناصر الجيش السوري الحر ولا يزالون على المعبر الحدودي الفاصل بين مدينة البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية في الانبار. في سياق متصل، قال مسؤول سوري معارض، إن قوات الأخير سيطرت على ثالث معبر حدودي مع تركيا منتزعة إياه من قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أحمد زيدان المتحدث باسم مجموعة للمعارضة تعرف باسم المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية إن الجيش السوري الحر سيطر على معبر باب السلام، وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على الجانب السوري من معبري باب الهوى وجرابلس مع تركيا الأسبوع الماضي وقال مسؤولون عراقيون إن قوات الأسد استعادت السيطرة على أحد معبرين على الحدود مع العراق كان المعارضون سيطروا عليهما.