عمار غول سمى حزبه على بركة الله ''تاج''، وهو مختصر تجمّع الجزائريين، ومعنى هذا أن حزب غول لن يكون حزبا سياسيا، حسب المفهوم السياسي لنشوء الأحزاب لأن الأحزاب، كما ظهرت في التاريخ الإنجليزي، تعني ''تصالح على المصالح بين فئة من الناس تلتقي مصالحهم حول منافع مشتركة''.. ولذلك، فالحزب بالأساس هو ضد فكرة تجمّع يتواجد فيه جميع من في البلد، حسب نظرية غول.! فكرة أن يكون الزعيم زعيما للجميع ليست فكرة حزبية، بل هي فكرة ملكية بالأساس.. فالملك هو الذي يملك في البلد الجميع، على مختلف مشاريعهم السياسية واختلاف مصالحهم الاقتصادية والثقافية والدينية.! فهل أنشأ غول حزب ''تاج'' عن قصد؟! أي أنه يطمح لأن ينصب نفسه ملكا على الجزائر.. ملكا للجميع، بمن فيهم جماعة حمس التي انشق عنها.! ليس مستبعدا أن يكون غول قد أحس بأنه من سلالة الأمير عبد القادر الذي عسكر في مليانة لسنوات، ويريد إعادة إمارة أجداده بحكاية حزب ''التاج'' هذه.! كيف لوزير لا يعرف بالتدقيق معنى الفكرة الحزبية في أبسط قواعدها، أن يشكل حزبا سياسيا حول شخصه، كما تكوّن الشركات التجارية ذات الشخص الوحيد، ويأمل بعض الناس في أن يكون هذا الحزب إضافة.! فكرة تحويل الجزائر إلى ملكية راودت الوزيرة خليدة مسعودي عندما استوزرت وانشقت عن حزب الأرسيدي، تماما مثلما يفعل غول الآن.! فقد قالت خليدة مسعودي ذات يوم بأنها حفيدة أمير الجزائر الداي تومي الذي قتله الأخوان بابا عروج وخير الدين برباروس.! وهزني وقتها الفضول التاريخي لمعرفة السبب الذي من أجله تصرّف الأخوان عروج ضد أمير الجزائر تومي، جد جد خليدة تومي.! حسب روايتها.. فسألت المؤرخ مولاي بلحميص عن السبب، فقال لي: إن تومي قتل بالفعل من طرف الأخوين عروج وخير الدين برباروس.. لأنه تعاون مع الإسبان ضدهم.! واليوم، يدفعني الفضول أيضا للبحث عن خلفية غول في موضوع ''التاج''، أي تاج يريده غول للجزائر؟ هل تاج الأمير عبد القادر أم تاج دايات الأتراك؟ على اعتبار غول من سلالة عائلة غول التركية؟! أم أن الأمر يتعلق بتاج كاطالونيا الإسبانية التي حوّل إليها السراق الذين سرقوا أموال الطريق السيار وحوّلوها إلى هناك، ولم يتفطن لهم غول وتفطن لهم ''تاج'' إسبانيا وأبلغ الحكومة الجزائرية، فقامت الفضيحة؟! عندما ولد حزب الأرندي، وصفته بأنه سيكون حزب ''ديشي الأفالان''! وقد لامني على ذلك السيد عبد القادر بن صالح، أول رئيس لهذا الحزب.. لكنني اليوم أقول إن حزب غول لن يرقى حتى لأن يكون حزب ''ديشي'' حمس.! [email protected]