مواجهة على "الفايسبوك" بين أنصار ومعارضي عمر غول أثار قرار وزير الأشغال العمومية السابق عمر غول، الانسحاب من حمس وتشكيل حزبه الجديد، ردود أفعال متباينة في أوساط مناضلي الحركة، وقيادة التحالف الأخضر، ففي الوقت الذي تعرض غول لحملة من الانتقادات قادها أصدقائه السابقين في التحالف الأخضر، الذين اعتبروا أن غول يضع مصالحه الشخصية فوق كل اعتبار، ويحاول الثأر للسلطة من حركة حمس عقب رفضها البقاء في الحكومة، وجد غول بالمقابل تأييدا من قبل بعض المقربين من الحركة واعتبروا أن الانجازات التي حققها خلال فترة توليه وزير الأشغال العمومية كفيلة بالرد على منتقديهيواجه وزير الأشغال العمومية السابق عمر غول، وابلا من الانتقادات، أطلقها قياديون في التحالف الأخضر على بعض المواقع الالكترونية، معتبرين الاستقالة والحديث عن حزب جديد لغول أملته رغبة المصالح الشخصية مقابل تقديم خدمات تغني السلطة انسحاب "حمس" من الحكومة. ونشر القيادي في حركة النهضة محمد حديبي، على صفحته على "الفايسبوك" أن عمر غول خضع لرغبة السلطة في الثأر لقرار "تكتل الجزائر الخضراء" مقاطعة المشاركة في الحكومة وهياكل المجلس الشعبي الوطني، ووضعها بذلك في حرج أمام الجزائريين، بسبب عدم قدرة أي حكومة لا يشارك فيها التيار الإسلامي عن إدارة شؤون البلاد. ونقل حديبي على صفحته تصريحا لرئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور يقول فيه"عندما يمنحونك ترخيصا لتأسيس حزب، قد أعدوا كل الشروط للسيطرة على هذا الحزب، كيف تتصور أن السلطة منعت إنشاء أحزاب منذ أكثر من 10 سنوات، ثم في بضعة أسابيع تسمح بتأسيس عشرات الأحزاب ؟! وكيف تتصور أنه بإمكان أحزاب عمرها بضعة أسابيع أن تتحصل على نتائج إيجابية في الانتخابات". وقال حديبي على صفحته "نقول لعمار غول أن تجمع أصحابك ممن سبقوك في المهام التي أُوكِلَت لكم في تفتيت صفوف الأحزاب المعارضة وإضعاف مواقفها السياسية وأن تأخذوا معكم أيضا من تبقى منكم لإكمال مهامكم، لأنه لم يبقى ما يوجب البقاء". وذهبت تعليقات لحد وصف قرار غول بالخيانة بالقول له " اعلم أن سجل الخيانات في التاريخ لم ولن يتوقف". واعتبر احد المعلقين، أن كل المؤشرات تدل دون ريبة أن ما جرى هو لسبب واحد: تكسير حمس بسبب قرارها "التاريخي" و السيادي بالخروج لمعارضة النظام و هذا بعد زواج متعة قرابة السبع عشرة سنة. تعال معي أخي و انظر أن كل المؤشرات تلتقي عند "الهدف تكسير حمس بسبب قرارها معارضة النظام"، وأضاف بان السيناريو الطبيعي و الذي يمكن أن يكون مقبول إلى حد ما هو استقالة غول من حمس و دخوله إلى الحكومة كفرد تقنوقراطي و ربما بعد فترة ليست بالقصيرة يفكر في تأسيس حزب جديد و ربما يتراجع عن قراره و يرجع إلى أحضان حمس من جديد. وقبل ذلك انتقد الأمين العام لحركة الإصلاح حملاوي عكوشي، متصدر قائمة "التكتل" بولاية الجزائر العاصمة عمار غول، ونعته بالخروج من دائرة الإسلاميين واستغلاله لضرب وحدة حزبه، بإيهامه خطأ بأنه غول تركيا". كما تعرض غول لموجة من الانتقادات خلال اجتماع المجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، وقال رئيس الحركة أبو جرة سلطاني أن حمس أوسع وأكبر من الأشخاص، وإذا عزموا(على الانشقاق)، أقول لهم كما تقول الآية (لا إكراه في الدين). ونسأل الله لهم التوفيق لخدمة البلاد، ونعتبر الصفحة مطوية، لنا مستقبل وتحديات تتطلب أكثر من حزب أو تحالف".بالمقابل أبدى بعض المعلقين على المواقع دعمهم لقرار عمر غول، وقال احد المعلقين أن الديموقراطية تفرض احترام قرار الأخر مهما حصل الاختلاف معه، وأضاف "غول ليس ملكا لحركة حمس إنما هو رجل حر وله وجهة نظر فان ارتئ أن ينسحب من الحزب فعليكم أن تقبلوا هذا بصدر رحب ...ثم تفكروا مليا في سبب هذه الانسحابات والانشقاقات". وقال أخر من الداعمين للوزير السابق" عمر غول رجل دوله، واستقال من حمس لأنه رجل وطني ولم يرض الارتماء في حضن الدول الأجنبية التي تتآمر على العرب والمسلمين أو لم يقبل عمر غول سب الجزائر والتهكم بحكامها في الخارج".