لم تصدّق الطفلة سارة، 12 سنة، أن صومها لهذا العام سيجعلها مدللة عائلة قويقح ببودواو في يوم من رمضان، رغم أنها ليست صغيرة العائلة، خاصة عند الجد عمي سليمان الذي كان يراقب خطوات سارة أينما حلت في أرجاء المنزل. سارة ورغم الحر الشديد في أول أيام رمضان، إلا أنها قاومته، لأنها قرّرت أن تصوم رمضان هذا العام كاملا، بعد أن كان تكتفي بصيام ساعات من اليوم من قبل، كما قررت أن تكون وسط الكبار بين الأب اسماعيل، الأم والجد والجدة على طاولة الإفطار. استيقظت الصغيرة صباحا كباقي الأيام الأخرى، دون أن تعلم ما ينتظرها طيلة اليوم الشاق بحرارته، إلا أنها قاومت طيلة اليوم، حسب الأب اسماعيل، الذي أكد لنا أن ابنته عندما تقرّر أمرا تفعله، وهذه هي شخصيتها، وعندما قرّرت الصوم لم نتمكن من منعها، بل كان علينا تشجيعها لأننا متيقنون أنها لن تتراجع عن قرارها، ليضيف: ''سارة قضت يوما بين اللعب مع الأطفال أمام البيت، وتارة مع أخيها في البيت. وعندما حلّ وقت القيلولة نامت بعض الوقت، قبل أن تنهض مجدّدا عندما حان وقت إعداد الأكل، فدخلت مع أمها إلى المطبخ وأرادت تضييع الوقت'' حسب ما صرحت به لأبيها. وكانت تارة تتوجه إلى الغرفة لمشاهدة التلفاز، خاصة برنامج الأطفال. وعندما حان وقت الإفطار، حظيت الصغيرة سارة بمكان وسط كبار العائلة، وتوسطت جدها وجدتها اللذين فرحا بها كثيرا. وعمّا اشتهته سارة عند الإفطار، فإنها طالبت بإحضار الكبدة، فكان لها ما أرادت، ولم يصعب ذلك على الوالد اسماعيل بحكم أنه جزار المدينة. وحظيت سارة بطبق من ''الكبدة المشرملة''، بالإضافة إلى أطباق متنوعة أخرى، إلا أنها لم تتمكن من الأكل كثيرا، لأنها شربت الماء بكثرة بسبب العطش. وبعد نهاية الأكل، نادت الأم ابنتها سارة لمساعدتها في غسل الأواني كما ساعدتها في إعداد الأكل، فرفض الجد ''عمي سليمان'' بحكم أن البنت كانت صائمة وتعبت، ويجب أن ترتاح قليلا. وتشجيعا لها، خصصت للطفلة سارة بعد عودة الأب من صلاة العشاء سهرة ببومرداس في حديقة قورصو، حيث لعبت ومرحت وكلها فرح بصومها الأول.