لن أنسى الهدف الذي سجلته ضد مولودية وهران في سن 16 عاما رغم مشواره الكروي الحافل بالألقاب، لايزال اللاعب رضوان بن زرفة لم يتجرّع حرمانه من المشاركة في كأس أمم إفريقيا 1996 على يد المدرب علي فرفاني، مثلما يرويه ل''الخبر''. يعدّ بن زرفة أحد أبرز اللاعبين الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الكرة الجزائرية من منتصف التسعينيات إلى مطلع الألفية الجديدة، سواء في البطولة المحلية أو كلاعب دولي، حيث برز مع عدة فرق تتقدمها مولودية وهران ووداد تلمسان. ويتذكر ابن حي ''دلموند'' بداية مشواره الكروي الذي كان مع مدرسة جمعية وهران، التي تدرج في فئاتها الصغرى إلى غاية الأواسط، ويكفيه فخرا أنه لعب مع الأكابر وعمره لا يتجاوز 16 سنة ونصف، حيث تمّ إقحامه في ''الداربي'' الوهراني أمام المولودية الذي جرى أمام مدرجات مكتظة، فكان الحظ حليفه عندما سجل هدف التعادل بطريقة استعراضية وسط دهشة نجوم ''الحمراوة''، آنذاك، تاسفاوت وسباح ومزيان ولباح والحارس عاصيمي، وهو الهدف الذي رفع شأنه قبل الالتحاق بوداد تلمسان العام 1995، الذي أمضى فيه مقابل 45 مليون سنتيم ''أديت موسما استثنائيا بشهادة الجميع، تحت قيادة المدرب المخضرم عبد الرحمن مهداوي الذي لعب دورا كبيرا في تطوير المستويين الفني والبدني للفريق، حيث كنا نملك فريقا متجانسا بفضل الأسماء الكبيرة التي كانت تضمّها التشكيلة''، على حد قول بن زرفة الذي اضطر لتغيير الأجواء بعد أن رفضت إدارة الوداد مراجعة منحة الإمضاء، ''أبلغوني بأن بتاج ودحلب هما الوحيدان اللذان يستحقان رفع منحة إمضائهما، ما جعلني أقرر الرحيل، رغم ارتباطي بعقد لموسم إضافي، وذلك بعد أن اشترى الراحل ليمام ورقة تسريحي ب100 مليون''. انتقالي إلى مولودية الجزائر كلف خزينتها مليار و50 مليونا لم يعمّر بن زرفة في فريق ''الحمري'' سوى موسم واحد، حيث عاد إلى فريقه الأصلي جمعية وهران، الذي كان محطة للحاق بعميد الأندية الجزائرية مولودية العاصمة، حيث قامت إدارة هذا الأخير بشراء ورقة تسريحه من الجمعية ب250 مليون، في حين وقّع هو لموسمين ب900 مليون، ''وأكدت أنني أهل لهذه الصفقة، حيث كنت ألعب ظهيرا على الجهة اليسرى، وأتذكر كيف كان المدرب كرمالي يثني على أدائي ويلوم المهاجمين الذين كانوا عاجزين عن التسجيل، في حين سجلت أهدافا حاسمة''. لم أفهم لحد الآن لماذا همّشني علي فرفاني في المنتخب الوطني وعرّج بن زرفة على مشواره مع المنتخب الوطني، الذي يتذكر أن أول استدعاء كان في عهد ماجر، ''حيث شاركت في أغلب المباريات الودية وحتى الرسمية، غير أن ذات المدرب لم يعمّر طويلا، ليخلفه فرفاني الذي جدّد الثقة في شخصي، وشاركت في بعض المعسكرات في الوطن أو الخارج، لكنه لم يضعني في القائمة التي شاركت في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا العام ''1996، على حد قول محدثنا الذي لم أتجرع إقصاءه من المجموعة، قبل أن يعيد له مهداوي الاعتبار ويشارك في دورة 1998 ببوركينا فاسو. الألقاب مع مولودية وهران أحسن ذكرياتي ووفاة شقيقي الأسوأ يعتبر بن زرفة الألقاب التي نالها مع مولودية وهران في البطولة العربية وكأس الجزائر العام ,1996 أحسن ذكريات مشواره، ''وكنا قادرين على تحقيق الثلاثية، لو لم يمنح اتحاد العاصمة اللقب لشباب قسنطينة''. أما أسوأ ذكرى في مشواره، فهي يوم وفاة شقيقه في حادث مرور، عندما كان عائدا بورقة تسريحه. وفي سرده لبعض الأحداث الطريفة، فقد كشف بن زرفة أن رئيس اتحاد العاصمة سعيد عليق استغل أحد اجتماعات لجنة المنازعات على مستوى الرابطة الوطنية ''ليعرض علي اللعب في اتحاد العاصمة مقابل جلب ورقة تسريحي من الوداد، لكنني كنت صريحا معه، مؤكدا له رغبتي في اللعب لمولودية وهران''. وفي ختام حديثه ل''الخبر''، تذكر بن زرفة الرئيس الراحل قاسم ليمام ومواقفه، مشيرا إلى أنه كان رجل ميدان، ومسيّرا محنكا قريبا من الفريق واللاعبين، ليس في المباريات الودية والرسمية فحسب، بل حتى في الحصص التدريبية.