قررت حركة مجتمع السلم فتح نقاش واسع مع إطارات الحركة ومناضليها حول الانتخابات المحلية المقبلة المقررة في 29 نوفمبر المقبل، وطبيعة المشاركة فيها وشكلها، ومدى جدية وفعالية الدخول بقوائم ضمن التكتل الإسلامي المشكل مع حركتي الإصلاح والنهضة. فتحت حركة حمس استشارة سياسية واسعة إلى قواعدها حول جدوى المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة بقوائم موحدة مع حركتي النهضة والإصلاح، وطرحت الحركة على مناضليها سؤالا يتصل بمدى جدية وفعالية المشاركة في المحليات المقبلة بقوائم موحدة للتكتل الإسلامي ومدى تقبلها على المستوى المحلي. وجاء السؤال في صيغة ''هل فكرة التكتل الإسلامي باسم الجزائر الخضراء فكرة مقبولة على المستوى المحلي؟''، و''هل الدخول بقوائم موحدة يخدم المشروع الإسلامي أم آثاره محدودة؟''. وعمدت الحركة إلى استشارة قواعدها بشأن التكتل في المحليات، بعد تعليق كثير من المكاتب الولائية لحمس لخيبة نتائجها في التشريعيات الماضية على شماعة ''التكتل''، بسبب إجبارها على تنفيذ قرار مجلس الشورى بالقبول بالدخول في قوائم مع مرشحين من حركتي النهضة والإصلاح لا يتمتعون بأي مد شعبي، خاصة في الولايات التي منح فيها صدارة القوائم للحركتين الحليفتين كوهران وميلة والبليدة. وتمهد هذه الاستشارة إلى توجه حركة مجتمع السلم إلى اتخاذ قرار يعطي بموجبه للمكاتب ومجالس الشورى الولائية والبلدية حق اتخاذ القرار المحلي المناسب المتصل بالدخول بقائمة منفردة للحركة في أي بلدية أو ولاية، أو الدخول بقوائم مع التكتل الإسلامي، بحسب خصوصية كل بلدية، كما قد يشمل القرار توسيع دائرة التكتل إلى إمكانية المشاركة بقوائم في بعض البلديات مع أحزاب إسلامية أخرى. وفي نفس السياق دعت قيادة الحركة إطاراتها إلى المساهمة في إثراء مناقشة القضايا المطروحة، والمشاركة في هذا الحوار والإفادة باقتراحات مكتوبة أو برنامج عمل حول ''أفضل الطرق لمعالجة الأوضاع المختلة بسبب تهميش أدوار المجالس المنتخبة''، وكذا مقترحات حول ''كيفية تجاوز الوضعية الحالية للبلدية التي تحولت إلى مكاتب تنفيذية ملحقة بالإدارة''، إلى مؤسسات محلية منتخبة فاعلة في التنمية. وتأتي هذه الاستشارة بعد تفويض مجلس شورى الحركة المنعقد نهاية الشهر الماضي للمكتب التنفيذي الوطني بإدارة ملف الانتخابات المحلية البلدية والولائية، ورصد الساحة السياسية واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وفي سياق آخر عبر أعضاء مجلس شورى العاصمة عن تمسكهم بمؤسسات الحركة والتزامهم بقراراتها، داعين إلى العمل بجد لإنجاح مؤتمر الحركة الخامس، وقال بيان وقعه رئيس مجلس الشورى الولائي ياسر عرفات قانة إن أعضاء مجلس الشورى في العاصمة يؤكدون ''التمسك بالحركة ومؤسساتها ومنهجها وخياراتها الإستراتيجية الموثقة في مختلف مؤتمراتها''، ودعا البيان ''كل مناضلي ومناضلات الحركة وفي كافة المستويات إلى جعل موعد المؤتمر الخامس محطة جادة للإصلاح الحقيقي في الحركة بما يحقق لها ريادتها في المجتمع الجزائري''. ويأتي هذا البيان لوضع حد للمعلومات المتضاربة حول انخراط جزء كبير من قيادات وكوادر الحركة في العاصمة مع الحزب الجديد قيد التأسيس للوزير عمار غول، وكذا بسبب الالتباس الحاصل بشأن موقف المكتب والمجلس الولائي للحركة في العاصمة، والتي انخرطت في الحملة الانتخابية لقائمة التكتل بقيادة الوزير عمار غول في الانتخابات التشريعية الماضية.