كشف وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، عن إبداء الحكومة موافقتها على المخطط الوطني الاستعجالي للكهرباء الجديد المعد من طرف سونلغاز، والذي سيخصص له ألفا مليار دينار خلال الخمس سنوات المقبلة، في انتظار مناقشته والمصادقة عليه، داعيا المواطنين إلى تحلي بالصبر وتفهم وضعية انقطاعات الكهرباء المسجلة مؤخرا، محملا جزءا من المسؤولية لقطاعه. قال وزير الطاقة والمناجم، خلال زيارته، أمس، لمقر مركز توزيع الكهرباء بجسر قسنطينة، أن المخطط الجديد سيسمح بمضاعفة الإنتاج المقرر في برنامج 2011 - 2016 بثلاث مرات، حيث سيتم استحداث محطات جديدة لتوليد 12 ألف ميغاوات عوض 4 آلاف ميغاوات، سيخصص لها ألف مليار دينار يوجه جزء منها لإعادة تأهيل شبكات التوزيع والنقل. وحسب الوزير، فإن العديد من التدابير قد تم اتخاذها في إطار مخطط الكهرباء الجديد، منها تقليص آجال إنجاز محطات توليد الكهرباء من 5 إلى 3 سنوات، إلى جانب إنجاز محطات جديدة في مناطق الجنوب الشرقي والتي تشهد انقطاعات متكررة للكهرباء. وبالنسبة لهذه المناطق، أعلن الوزير أن مشكل الانقطاعات ستتم تسويته نهاية الشهر الحالي بإقامة خطي النقل المقرر إنجازهما لتزويدها بالكهرباء بصفة دائمة، زيادة على إنجاز محطتي توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في كل من الوادي وبشار. وعن الانقطاعات المتكررة للكهرباء مؤخرا، اعترف المسؤول الأول عن قطاع الطاقة والمناجم، بصعوبة الوضعية وتعقد تسييرها، خاصة بعد ارتفاع الطلب إلى مستويات بلغت خلال هذا الصيف ذروة تقارب 10 آلاف ميغاوات، في الوقت الذي تصل فيه الطاقات الإنتاجية الحالية إلى 11 ألف ميغاوات، ما يجعل تسيير مشاكل شبكات التوزيع والنقل معقدة. في هذا الإطار، دعا الوزير المواطنين إلى التحلي بالصبر وتفهم الوضعية الحالية للانقطاعات وأسبابها والشروط التي تعمل فيها فروع سونلغاز لتأمين التزود بالكهرباء. في نفس الإطار، اعترف الرئيس المدير العام لمنظومة تسيير الكهرباء، بعداش عبد اللي، من خلال التوضيحات المقدمة للوزير، أن شركته تفضل قطع الكهرباء عند تسجيل مستوى استهلاك قياسي ليتم إعادة توصيل المواطنين بها في مدة زمنية قصيرة، عوض تسجيل تلف في خطوط نقل التيار الكهربائي خاصة ذات الضغط العالي والتي يتطلب إصلاحها وقتا أكبر. وبالنسبة للعاصمة وحدها، قال نفس المسؤول أنه لتفادي الانقطاعات ومواجهة الطلب الحالي يتوجب مضاعفة شبكات النقل والتوزيع. وبخصوص المشاكل التي أعاقت إنجاز الاستثمارات المبرمجة في مجال التوزيع والنقل، كشف يوسفي عن لقاءات واجتماعات مكثفة مع الولاة لحل مشكل توفير العقار المخصص لإنجاز محولات كهربائية جديدة ومنح الأوعية العقارية اللازمة لتأهيل شبكة التوزيع والنقل. على صعيد آخر، أوضح الرئيس المدير العام لسونلغاز، نور الدين بوطرفة، أنه يجب التحكم أيضا في الطلب بنفس وتيرة العرض، متطرقا إلى ظاهرة ارتفاع استهلاك العائلات للكهرباء خلال السنوات الأخيرة مع ارتفاع عدد المكيفات الهوائية التي يستلزم استعمالها بالنسبة للمكيف الواحد استثمارات تصل إلى 40 مليون سنتيم لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء. وبالنسبة لانقطاع التيار الكهربائي الكلي لمعظم أحياء العاصمة، يوم الأربعاء الماضي، فسره بعداش عبد اللي بتضرر محطة كاب جنات ببومرداس، التي تربط خطوط الكهرباء الخاصة بالعاصمة، نتيجة لتلوث المحطة وازدياد عدد الحرائق خلال الأسابيع الأخيرة الذي زاد من معدل الرطوبة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما تسبب في تخريب العوازل الكهربائية وتوقف العديد من محولات الطاقة الكهربائية ذات الضغط العالي.