بعد أن تعوّد عليها متتبعو القناة التلفزيونية الرابعة، الناطقة باللغة الأمازيغية، خلال شهر رمضان، وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية، يبدو أن سلسلة ''أخام نالدا مزيان''، للمخرج والمنتج محفوظ عكاشة وكاتب السيناريو سليمان بوبكر، ستودّع العائلات الجزائرية دون رجعة، إلا في حال ما إذا أصرّت الأخيرة على إعادتها. سليمان بوبكر: كتبت هذا الجزء بكثير من الخوف اعترف الممثل وكاتب السيناريو، سليمان بوبكر، أن فكرة إنجاز جزء ثالث من سلسلة ''أخام نالدا مزيان'' التي عرضت على القناة التلفزيونية الرابعة، الناطقة باللغة الأمازيغية، رمضان هذه السنة، من اقتراح وإلحاح المخرج والمنتج محفوظ عكاشة الذي راهن على نجاحه، ببذله مجهودات كبيرة وتسخيره جميع الإمكانات المتاحة، بدليل أنه تنقّل خصيصا إلى بلجيكا، من أجل استقدام ''اللحية'' التي يضعها ''الدامزيان''، كما أنه تكفل شخصيا برصد هامش واسع من كواليس البلديات، موازاة مع تركيز السلسلة، هذه المرة، على الانتخابات المحلية القادمة. وقال بوبكر إن جوهر السلسلة ككل تولّد من عمل جماعي محصور ما بينه وبين محفوظ عكاشة، وكذا منتحل الشخصية المحورية ''الدا مزيان''، الممثل أرزقي سيواني. معتبرا أن ''هذه الروح الجماعية بمثابة القلب النابض للسلسلة، بدليل امتدادها إلى جزء ثالث رمضان هذه السنة''. وأضاف: ''صراحة، لم أفكر في تأليف هذا الجزء، فقد كان بحوزتي سيناريو جاهز لمسلسل درامي اجتماعي عنونته ''النفق''. لكن، لما عرضت فكرة إنجازه على عكاشة، تردد وطلب مني إعداد سيناريو ينقل معاناة المواطنين ويفضح سوء تسيير البلديات، حتى يتطابق مع الحلة الجديدة التي أطلت بها ''أخام نالدا مزيان ''3 على المشاهدين، فكان له ذلك''. بالموازاة، لم يخفِ المتحدث تخوفه من ''السقوط الحر لهذا الجزء الذي اعتبرته بمثابة مغامرة، إما أن تنجح أو تفشل، ومادام العمل قد خرج من أيدينا وأصبح ملك الجمهور، فما كان علينا سوى أن نغامر، والحمد لله أن جهودنا لم تذهب سدى، بالنظر إلى الأصداء الطيبة التي وردتنا''. كما أبرز سليمان بوبكر أنه رغم تحديده الهيكل العام للسلسلة وإعداده ملخصات لكل حلقة، وبعدهما التفاصيل والحوار، إلا أن ذلك لم يمنع عكاشة وسيواني من إثراء العمل ببعض الأفكار التي أضفت عليه نكهة مميزة، ضاربا المثل بالمكالمة الهاتفية التي استقبلها ذات يوم من عكاشة، حين راودته فكرة وهو على متن سيارته، فسارع لإيفاده بها، شأنه في ذلك شأن سيواني الذي لم يبخله هو الآخر باقتراحاته، والذي فاجأه بارتجاليته العالية في كثير من المشاهد، معقبا: ''أرزقي أبهرني بقدرته الرهيبة على انتحال صفة الشيخ. لذا، أجزم أنني لا أتصوّر من يضاهيه في تقمص شخصية ''الدا مزيان'' بنفس ثقل الوزن الذي ظهر به.. إنه حقا أكثر من رائع''. قبل أن يواصل: ''أرزقي عايش بيئة قرى ومداشر منطقة القبائل، وهو ما سهّل عليه المهمة، عكسي تماما، ف''الدا مزيان'' كان راسخا في مخيلتي، لكنني لم أتصوّر يوما أن أكون هو''. وعن سرّ توفيقه ما بين التأليف والتمثيل معا، ذكر ''مقران'' أن أول مسرحية ألّفها هي أول مسرحية مثّل فيها، الأمر الذي ساعده على التوفيق فيما بينهما، مشيرا إلى أنه اعتكف زهاء شهرين ونصف لتأليف الجزء الثالث من ''أخام نالدا مزيان'' الذي نجح في لمّ شمل العائلة الجزائرية، حتى أن بعض عمال بلدية الرغاية في الجزائر العاصمة، تمنّوا لو كان جميع رؤساء البلديات مثل ''الدا مزيان''، وهذا يدل على أننا تمكنا من تبليغ رسالتنا، حسبه. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن العمل لم يتعرض لمقص الرقابة ''ونحن سعداء جدا لكون التلفزيون الجزائري يثق بنا وبمستوى أعمالنا''. محفوظ عكاشة: التلفزيون لم يمنحنا الميزانية المطلوبة كشف المخرج والمنتج، محفوظ عكاشة، عن توصله إلى اتفاق مع مصالح مؤسسة التلفزيون الجزائري، يقضي بقبول مشاريعه المستقبلية والتعامل معه على المدى البعيد، بعد أن ''عجزت عن تغطية الميزانية المطلوبة ل''أخام نالدا مزيان ''3، بالشكل الذي كنا نصبو إليه''. قائلا: ''لقد أنفقنا الكثير على هذا الجزء، لكن لا بأس، المهم أننا توصلنا إلى كسب ثقة التلفزيون ورضى الجمهور، وهذا يريحنا''. وبرّر عكاشة ''عجز اليتيمة'' عن دفع ما قيمته 50 مليون دينار، قيمة الميزانية المطلوبة، ب''محدودية ميزانيتها، فالتلفزيون صرف الكثير على الانتخابات التشريعية الماضية وشبكة البرامج الرمضانية، إلى جانب ما صرفه وما ينتظره لبرنامج الخمسينية والانتخابات المحلية القادمة، مما جعلنا نتفهّم الوضع ونتخذ كافة هذه المعطيات بعين الاعتبار''. وواصل: ''كل ما يهمّنا أننا قدّمنا عملا لم يخيّب ظن الجمهور، وأننا تمكّنا من حجز مقعد لنا بمؤسسة التلفزيون''. قبل أن يضيف: ''صحيح أننا غامرنا بأموالنا، إلا أننا لم نندم، فالنجاح لا يقاس بثمن''. وعن سرّ النجاح الذي حققته السلسلة على اختلاف أجزائها، أقرّ المتحدث أن ''التفاهم والاحترام المتبادل هما الأساس، فبفضلهما تغلبنا على النزاعات والخلافات التي بإمكانها أن تنشب في أي عمل. وهنا، لا أنفي أنه أحيانا ما نختلف في عدة أمور، لكننا سرعان ما نتصالح، تاركين الخلافات الشخصية جانبا، وواضعين نصب أعيننا النجاح دون سواه''. وقال عكاشة: ''نحن لا نعمل من أجل العمل، بل من أجل تقديم ما يليق بمستوى المشاهد الجزائري، ومن ثمة ما يترك أثرا طيبا لديه، فالربح المادي ليس كل شيء''. بالمقابل، استبعد محفوظ عكاشة عودة السلسلة في جزء رابع، إلا في حال ما إذا أصرّ الجمهور على إعادتها ''فنحن نشتغل وفق خطة مدروسة، ولسنا مستعدين لإنجاز ما يدفع المشاهد للضحك علينا''. مبرزا أنّ بحوزته عدة مشاريع، سيعمل على أن تكون بنفس مستوى ''أخام نالدا مزيان'' أو أفضل، في إشارة منه إلى كل من المسلسل الدرامي الاجتماعي ''النفق'' لكاتب السيناريو سليمان بوبكر، والمسلسل الديني ''مواقف القضاة'' للمخرج رشاد كوكش وكاتب السيناريو عبد الحليم بونوة، إضافة إلى الفيلمين السينمائيين ''البورتابل'' لكاتب السيناريو سليمان بوبكر، و''باري رايح جاي'' لنظيره سفيان دحماني، في الوقت الذي يستعد لدبلجة ''أخام نالدا مزيان ''3 إلى اللغة العربية، بحر الأسبوع القادم.