النَّصِيحَة لغة: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ، والناصحُ: الخَالِصُ من العَسَلِ وغَيْرِهِ، وكلُّ شيءٍ خَلَصَ، فَقَدْ نَصَحَ. والنُّصْح نقيض الغِشِّ، مشتق منه نصحه وله نُصْحًا، ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحًا، وهو باللام أَفصح. واصطلاحًا: كلمة جامعة معناها الدعاء إلى ما فيه الصّلاح، والنّهي عما فيه الفساد. قال الله سبحانه وتعالى حكاية عن هود عليه السّلام: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ من ربّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} الأعراف 76 86. أي: ناصح لكم فيما أدعوكم إليه، أمين على ما أقول لكم، لا أكذب فيه. وعن تميم الداري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الدِّين النَّصِيحَة. قلنا: لمَن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم''. قال النووي: هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام، وما قاله جماعات من العلماء إنّه أحد أرباع الإسلام، أي أحد الأحاديث الأربعة الّتي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده. وللنَّصِيحَة فوائد جليلة، منها أنّه لبّ الدّين وجوهر الإيمان، ودليل حبّ الخير للآخرين، وبغض الشرّ لهم، وبه تشاع الفضيلة، وتستر فيه الرذيلة.