دق ممارسو الصحة العمومية ناقوس الخطر، وحذروا من كارثة وبائية تهدد حياة المواطنين، بسبب عجز خطير في حقن '' ستريبسوميسين''، المضادة للسل، رغم أنها مكدسة على مستوى العيادات الصحية، حيث تبين انتهاء صلاحيتها بعد أقل من ثلاثة أشهر من توزيعها، باعتبار أن الكميات المستوردة كانت في الأصل على وشك التلف، ''ما نتج عنه حالة طوارئ تستدعي تحركا مستعجلا لوقف انتشار الوباء..''. ناشد مرضى السل رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذهم من الموت الذي أصبح يحدق بهم، بعد أن يئسوا من توفير العلاج المضاد لهذا الوباء، ويتعلق الأمر بحقن ''ستريبسوميسين''، التي يتم استعمالها مرتين في اليوم، قصد وقف نشاط الجرثومة المسببة له. وقال المرضى الذين تحدثوا ل''الخبر''، إنهم دون علاج منذ فترة، رغم أن مصالح وزارة الصحة أعلنت قبل أشهر عن وفرة كبيرة في مختلف اللقاحات والأدوية المضادة للسل والأمراض الخطيرة والمتنقلة، غير أن رحلة البحث عن العلاج لازالت مستمرة، بعد أن يئس محدثونا من بلوغه، قبل أن يصدموا بتصريحات مسؤولي العيادات الصحية الذين أكدوا بأن ''الدواء المعني متوفر فعليا على مستوى معظم العيادات''.. غير أنه منتهي الصلاحية منذ جويلية الماضي... وهو ما أكدته نقابة ممارسي الصحة العمومية، على لسان رئيسها الياس مرابط، الذي ذكّر بأن التنظيم الذي يمثله، سبق أن حذر من ندرة مختلف اللقاحات والأدوية الخاصة بأمراض وأوبئة قضت عليها الجزائر منذ سنوات السبعينات، تبعا لتحقيق قامت به كشف عن عجز فادح في سبعة لقاحات خاصة بالبرنامج الوطني الموسع الذي اعتمدته الجزائر منذ الاستقلال ويبدأ منذ الولادة والى غاية البلوغ. ويتعلق الأمر باللقاحات المضادة للسل والشلل والالتهاب الكبدي والتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي والالتهابات الرئوية، سيما لقاحات ''بي سي جي'' والشلل والالتهاب الكبدي من النوع (ب)، التي تقدم للأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى لقاحات الإعادة الخاصة بالشهر الأول والثالث والرابع والخامس والثامن عشر، وتعتبر هذه اللقاحات تركيبة لجرعة واحدة يتم تقديمها للطفل حتى سن البلوغ، لتحميه من خطر الإصابة بالتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي والالتهابات الرئوية. لكن يبدو أن الحكومة ووزارة الصحة تحديدا لم تأخذ محمل الجد هذه التحذيرات، بدليل الأزمة الحادة المسجلة منذ فترة، حسب محدثنا، الذي أعلن بأن العيادات الصحية تستقبل بمعدل عشر حالات سل أسبوعيا، وهو رقم يتضاعف 15 مرة، مادام محيط المريض من عائلة وأصدقاء معرضين لانتقال العدوى والإصابة بالوباء. وقال مرابط الياس إن العيادات الصحية استفادت فعليا من حقن ''ستريبسوميسين''، المضادة للسل في فيفري الماضي بكميات كبيرة، غير أن صلاحيتها انتهت الشهر الماضي، حيث تبين بأن الجرعات المستوردة كانت على وشك التلف، ما جعله يشدد على وزارة الصحة، بضرورة التفكير في مراجعة مهام وحدات معالجة ومكافحة داء السل والأمراض التنفسية، التي ينحصر دورها حاليا في التحسيس والتوعية في وقت بلغ الوضع درجة كبيرة من الخطورة بسبب ندرة الأدوية واللقاحات.