تعاني المراكز الصحية والعيادات المتعددة الخدمات بولاية عنابة، منذ أكثر من 03 أشهر، ندرة حادة في لقاحات حديثي الولادة والأطفال الذين يفوق سنهم 18 شهرا، الأمر الذي أدى إلى تخلف حوالي 40 ألف طفل، حسب إحصائيات غير رسمية، عن تلقي الجرعات اللازمة من اللقاحات الضرورية، لعلاج عدة أمراض كشلل الأطفال، السل، الالتهاب الكبدي، الحصبة، الدفتيريا والكزاز. وذكرت مصادر، أن مسؤولي المراكز الصحية، يواجهون موجة غضب من طرف أولياء الأطفال، الذين سئموا التردد اليومي على المراكز الصحية الجوارية، بهدف الاستفسار عن موعد قدوم اللقاحات من معهد باستور بالجزائر العاصمة، مما قد يعرض الأطفال، خصوصا حديثي الولادة لمضاعفات ''كارثية'' إن لم تسارع الوزارة الوصية إلى توفير الكميات اللازمة قبل فوات الأوان. وأبدى العديد من المواطنين ممن التقت بهم ''الخبر''، ببعض المؤسسات الصحية الجوارية ومراكز الأمومة والطفولة، مخاوفهم إزاء هذه الندرة التي طال أمدها، في ظل صمت الجهات الوصية وما لها من تأثير مباشر على صحة هؤلاء الرضع قد تصل إلى حد تهديد حياتهم، في حال إصابتهم بأمراض لم يتم تلقيحهم مسبقا لمواجهتها، على غرار السعال الديكي، الشلل، الكزاز، إضافة إلى بعض الأمراض الخطيرة والمعدية مثل التهاب الكبد الفيروسي ب، وكذا مرض بوحمرون المعدي، الذي بدأ في الاستفحال في أوساط الأطفال خلال فصل الحر، لاسيما وأن العديد من المصحات العمومية عرفت في الفترة الأخيرة، إقبالا لعشرات الحالات المصابة بالزكام والبوحمرون. ودعا كثير من الأولياء، السلطات العليا، بالتدخل على مستوى وزارة الصحة ومعهد باستور، للاستفسار والتحقيق في أسباب تأخر الجهات الوصية، في القضاء على هذه الندرة في توفير اللقاحات إلى الأطفال، خاصة وأن العديد من المؤسسات الصحية الجوارية ومراكز الأمومة والطفولة المنتشرة عبر كامل بلديات ولاية عنابة، تحصي تخلف تلقي جرعات اللقاح في آجالها المحددة بمعدل 1500 طفل عن كل مركز صحي، على غرار مركز الأمومة والطفولة بحي 08 ماي ,45 الذي أحصت مصالحه أكثر من 1000 حالة، أمر أصبح مصنف، حسب بعض الأولياء، ضمن خانة ''خطير جدا''، في ظل عدم قدرة العائلات المعوزة التي لها أكثر من طفل تجرى له اللقاحات، باللجوء إلى العيادات الخاصة، إضافة إلى أن معظمها، استنفدت كامل مخزونها من اللقاحات بسبب الإقبال المتزايد عليها.