قدم وزير الداخلية الليبي، السيد فوزي عبد العال، أمس، استقالته لرئيس الوزراء. وحسب برقية وكالة الأنباء الليبية، نقلا عن مسؤول في مكتب الوزير المستقيل، فإن الانتقادات الشديدة التي طالت قوات الأمن واتهامهم بالتقاعس في أداء مهامهم تجاه تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة في ليبيا، كانت السبب المباشر لهذا القرار. وقال ذات المصدر إن عبد العال ''قدم استقالته إلى رئيس الوزراء احتجاجًا على انتقادات أعضاء في المؤتمر الوطني العام، ودفاعًا عن الثوريين''، ويقصد الثوار الذين يشكلون القسم الأكبر من عناصر قوات الأمن الليبية. للإشارة، تأتي هذه التداعيات على خلفية قيام متشددين إسلاميين بهدم عدد من أضرحة تاريخية لأولياء صالحين بثلاث مدن ليبية، وهو ما قرئ على أنه عودة إلى أجواء التوتر الأمني مجددا. وقد دفعت هذه الأحداث المؤتمر الوطني العام، أي البرلمان، إلى استجواب رئيس الوزراء الحالي عبد الرحيم الكيب ووزير الدفاع أسامة الجولي. للتذكير، أقدم سلفيون ليبيون على هدم جزء من ضريح بالعاصمة طرابلس، باستخدام قنابل وجرافة، لينتهكوا في أعقاب ذلك حرمة القبر، وقبل هذا بيوم، فجر سلفيو مدينة زليتن، ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر. وفي نفس الوقت، أقدم المتطرفون على حرق مكتبة وجامعة تحملان اسم الشيخ الأسمر، كما روى شهود عيان أن ضريح ولي آخر بمصراته، هو الشيخ أحمد الزروق، قد تعرض للهدم هو الآخر.