انتقد رشيد معلاوي، رئيس النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، ما أسماه ''غياب الحكومة على الدوام''، واعتبر أنه لا يصح الحديث عن ''فراغ سياسي واجتماعي''، طالما أن ''الحكومة كانت غائبة على الدوام، ولا يقتصر الأمر على هده المرحلة فقط''. قال رشيد معلاوي، ل'' الخبر''، إن ما يتردد على ألسنة سياسيين، وإعلام ينتقد الفراغ السياسي والاجتماعي، '' كلام لا سند له''، معتبرا أن ''الحكومة لم يكن لها دور طيلة أيام السنة، وليس فقط خلال المرحلة الحالية''، تماما كما جزم أنه ''ليس هناك دخول اجتماعي''، ويرى أن ''هناك دخولا مدرسيا فقط''، وبرر موقفه بالتأكيد أن ''الدخول الاجتماعي يقتضي حضورا دائما للحكومة على الجبهة الاجتماعية، ولا يقتصر الأمر فقط على بداية شهر سبتمبر''. ومن جهة أخرى، يعتقد رئيس ''سناباب'' أن الحركية النقابية والاجتماعية ''لم تتوقف طيلة السنة، حتى تكون هناك مرحلة فراغ تسبق ما تسميه الحكومة الدخول الاجتماعي، إلا ما تعلق بفترة رمضان''، وهي الفترة التي عرفت، حسبه، احتجاجات أعوان الحرس البلدي. ويقول معلاوي إن ''المشاكل الاجتماعية موجودة على الدوام، ولم تعرف معالجة جدية، لأننا ليس لدينا حكومة، وليست لنا خصوصية اجتماعية تترجم في دخول اجتماعي، كما يرى المسؤولون''. وإن شجب المتحدث اعتقال عبد القادر خربة، عضو مكتب رابطة حقوق الإنسان بولاية المدية، وعضو جمعية الدفاع عن حقوق البطالين، قبل أسبوع، إلا أنه لم يستغرب ذلك، وقدم قراءته لذلك بالقول إن ''ثمة تضييقا رهيبا على نقابيين وحقوقيين ينتمون إلى الصف الأول''، وتابع أن ''الغرض من ذلك تخويف الناس، بناء على اعتقاد يفيد بوجود تحولات في المجتمع، تسوق الأمور إلى تلك التي حدثت في مصر وتونس، في سياق ما يسمى بالربيع العربي''. ويعتبر معلاوي أن ثمة تضييقا أكبر ممارسا على الحريات، لاستباق مرحلة قد تتبلور فيها أفكار تفضي للخروج إلى الشارع، منتقدا في الوقت ذاته ما أسماه ب''غياب المؤسسات والدولة والحكومة، وما هو موجود يقتصر على النظام فقط''. وأكد رئيس ''سناباب'' أن النقابة تحضر لاحتجاجات في عدد من القطاعات، ترفع فيها عديد المطالب، بينما ركزت النقابة في احتجاجاتها السابقة على قضية الأجور. ويرى المتحدث بأن العمل النقابي، على شاكلته الحالية، لا يأتي بالنتائج المرجوة، على خلفية ارتكازه على مجرد ردود فعل إزاء القرارات المتخذة من قبل الحكومة، الأمر الذي دفع بالنقابات المستقلة إلى دراسة تغيير إستراتيجيتها، عن طريق تبني عمل نقابي دائم لا يتوقف على ردود الفعل، وإنما يتعداه إلى تقديم رؤى ومقترحات وبدائل عن القرارات الحكومية التي لا تخدم الطبقة الشغيلة. في سياق مخالف، اعتبر رشيد معلاوي التقرير السنوي للجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، الذي أعلن عنه فاروق قسنطيني، ''لا حدث''، وتساءل: ''كيف لمؤسسة تتلقى ميزانيتها من الحكومة أن تنتقد مؤسسات الدولة، المنتشر فيها الفساد، ثم تعد تقريرا لتودعه لدى رئيس الجمهورية''، وتابع ''لم نأخذ يوما تقارير اللجنة الاستشارية مرجعا لراهن حقوق الإنسان في الجزائر''.