قالت لويزة حنون إن حزب العمال ''لا يتحفظ على إسناد الوزارة الأولى إلى عبد المالك سلال، التكنوقراطي غير المتحزب''، ودعت إلى ''تشكيلة حكومية من شخصيات تكنوقراطية''، لكنها تساءلت إن كانت الحكومة الجديدة ''ستكرس القطيعة مع نظام الحزب الواحد''. حتى وإن أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال خلال تقديمها التقرير الافتتاحي لأشغال دورة المكتب السياسي العادية أمس، عدم تحفظها على شخص سلال التي قالت ''نحترمه وليس لدينا ما ندينه به ونتمنى له التوفيق في مهمته الصعبة والمعقدة''، إلا أنها أرجأت التعليق على تشكيلة حكومة لم يعلن عنها بعد. بالمقابل، تساءلت حنون: ''هل ستكون لسلال حرية ولو نسبية لتسطير سياسة تستجيب لمقتضيات المنعرج الذي تمر به البلاد، قياسا بما عاشته خلال الصائفة الحالية (الفراغ) ''، وقالت إن مهمة الوزير الأول الجديد ستكون صعبة بالنظر إلى تداعيات وطنية ودولية خطيرة، وأشارت إلى أن موقفها النهائي من الحكومة الجديدة، سيقاس بمدى تقديمها أجوبة حيال قضايا عدة، خاصة ما تعلق ب''تعايش المتناقضات داخل الحكومة، بين من يدافع عن السيادة الوطنية وبين من وضع نفسه في خدمة مخططات أجنبية''. وترى زعيمة العمال أن التغيير الحكومي، جاء في ظرف موسوم باستمرار إسقاطات الانتخابات التشريعية ''المزورة''، وفي ظل وضع خطير أظهر أن الدولة في أزمة وراهن سياسي مشحون بالمخاطر. وقالت إن تشكيلتها تعمل على تجهيز نفسها تحسبا لأي طارئ، للرد على ''عدوان أجنبي''، أكدت أنه وارد، و''احتمال تطور الاحتجاجات إلى انتفاضة، شعبية، وهو أمر وارد أيضا''. وأخلت حنون السلطات الجزائرية، بما فيها وزارة الخارجية، من مسؤولية ما آل إليه الوضع فيما يتصل باختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في مالي، وما يتداول من إعدام الملحق الدبلوماسي الطاهر تواتي، وقالت إن من يتحمل المسؤولية هو ''الناتو وحلفاؤه، باعتبار أن ما يجري في مالي هو نتيجة ما حدث في ليبيا بسبب الناتو''، وتساءلت ''من المنتفع من الاختطاف؟''، قبل أن تجيب نفسها ''المستفيدون، فرنسا وبريطانيا وأمريكا''. وأشارت مسؤولة حزب العمال إلى أن ''تناقض المعلومات بخصوص إعدام الطاهر تواتي من عدمه، جزء من ضغط أجنبي، وسلال له ما يواجهه من صعوبات في هذا الملف، إضافة إلى ملفات اجتماعية ثقيلة تفرض نفسها مع الدخول الاجتماعي''. كما حذرت حنون من الانسياق وراء أطراف تمهد لنزاع آخر في منطقة المغرب العربي، من خلال تحريض بلدانها ضد بعضهم البعض، وخاصة بين الجزائر والمغرب، لتخلص إلى نتيجة مفادها أن ''هناك سعي لبلقنة منطقة الساحل والمغرب والمشرق العربيين''. وجددت حنون مطلب مجلس تأسيسي سيد، وقالت إن ''بلادنا أصبحت مشوهة كليا بسبب الإصلاحات السياسية المعوجة وبرلمان يشهد أبشع تركيبة له''. من جهة أخرى، نفت حنون أي خصومة لحزبها مع عمار غول، وقالت إنها تعتبر ''حزب ''تاج'' مشروعا يثير العديد من التساؤلات، ونستغرب عدم حيازته على برنامج أو توجه محدد، كما أنه مشروع حزب جديد ككل الأحزاب الجديدة''.