كانت الجزائر الوجهة الأولى لأكبر ميناء أوروبي لتصدير القمح، المتواجد بمدينة روان الفرنسية، حيث بلغت شحنات القمح الليّن الموجهة إلى الجزائر 55 بالمائة من مجمل صادرات الميناء من هذا النوع من القمح لباقي دول العالم، خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري. كشفت المواقع الإلكترونية المختصة أن الميناء الفرنسي صدّر إلى الجزائر، خلال الأسبوع الماضي، كمية 48.8 ألف طن من القمح الليّن، من مجمل 73.79 ألف طن الموجهة إلى بقية العالم، أي أن صادرات هذا الميناء إلى الجزائر مثلت نسبة 55 بالمائة. وتعدّ الجزائر الزبون الأول للميناء الذي يضمن تصدير 25 بالمائة من القمح الأوروبي، و41 بالمائة من السلعة ذاتها التي يصدرها الفرنسيون. وقد تراجع الحجم الذي استوردته الجزائر من الميناء ذاته في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، بنسبة تفوق 65 بالمائة، حيث نزلت الواردات من الميناء ذاته من 109.15 ألف طن إلى 48.8 ألف طن، وهذا الاتجاه المتراجع شهدته صادرات الميناء ككل، كونها كانت في الأسبوع الأخير من شهر أوت في مستوى159.45 ألف طن. ومتوقع أن ترتفع واردات الجزائر من القمح الفرنسي انطلاقا من هذا الميناء، حسب ما أشار إليه الخبراء، مبرّرين نظرتهم بتقديرات حول سوء إنتاج القمح الروسي ودول البحر الأسود، جرّاء موجة الجفاف المسجلة في تلك المنطقة التي تهدّد صادرات هذه الدول. وينتظر أن تتراجع الصادرات الروسية خلال الموسم 2012 2013 إلى 12 مليون طن، بعد أن كانت الموسم المنقضي في مستوى 21.3 مليون طن، ما سيجعل الطلب على القمح الفرنسي، بما فيه المستورد من ميناء روان الموسم القادم، يتصاعد، وسيكون دون شك معروضا بأسعار مرتفعة مقارنة بأسعار الموسم الجاري، حتى وإن كانت السوق الفرنسية ستشهد عرضا أكبر خلال الموسم القادم، على اعتبار أن محصول القمح الليّن لديها تجاوز 36.6 مليون طن مقابل 34 مليون طن الموسم المنقضي، ما ينبئ أن السوق الجزائرية للقمح الليّن الموجه لإنتاج فارينة الخبز، ستبقى تابعة لفرنسا الموسم القادم، كما هو الحال في السنوات الماضية، وبالخصوص صادرات هذه الدولة انطلاقا من ميناء روان. فالجزائر ظلت مرتبطة بالميناء ذاته الموسم الماضي، رغم تراجع صادراته بنسبة 26 بالمائة مقارنة مع الموسم 2010 .2011