أشعلت نتيجة مباراة ذهاب المنتخب الليبي والجزائري بالدار البيضاء المغربية، حربا إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بين أنصار المنتخبين، فلم يهضم الليبيون الخسارة، كما لم يتقبل الجزائريون اعتداء اللاعب الليبي علي سلامة على مهاجم الخضر رفيق جبور. مباشرة بعد نهاية المباراة التي شهدت مشادات بين اللاعبين الجزائريين والليبيين، والتي كان اللاعب الليبي علي سلامة أول من أشعلها، تهاطلت على صفحات ''الفايسبوك'' تعاليق المناصرين الجزائريين والليبيين، حاملة أنواع الشتائم والتهديد والوعيد، في مشهد لا يختلف عن ما حدث بين الجزائر ومصر في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا. وأعاد فوز الجزائر الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، إلى الصورة، فصنعت صوره الحدث على الفايسبوك، فيما ذكّر الليبيون نظراءهم الجزائريين بوقوف النظام الجزائري إلى جانب عائلة الرئيس المغتال واستضافتها في الجزائر. وفتحت الصفحة نقاشا لمشتركيها عنوانه: ''كم.. للجزاااير''. وضمت أيضا صورا تبيّن اعتداء اللاعب الليبي علي سلامة على رفيق جبور لاعب أولمبياكوس اليوناني، وبجانبه تعليق يقول: ''في ميدان الحرب ولا في ميدان الكرة أحنا الليبيين هكا''. أما على صفحة ''ليبيا'' فكتبت من أسمت نفسها ''سينيورتا سويبت'': ''كان الجزاير رجاله يجو ليبيا وحق ربي يروحو مفرومين''. وكتب محمد المسهوب: ''أنتم يا أتباع فرنسا ثوروا على نظامكم مثلما فعلنا في ليبيا ومثلما فعل المصريون والتونسيون والسوريين ثم تكلموا عن أسيادكم الليبيين''. ولم يختلف الأمر كثيرا على الصفحات الجزائرية، فعادت صور الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بقوة، خاصة تلك التي يظهر فيها وهو يعانق الرئيس بوتفليقة، واستعادوا خطابه الشهير الذي يصف فيه شعبه بالجرذان، فاقتبسوا كلامه. فعلى صفحة ''1،2،3 تحيا الجزائر''، كتب عصام: ''من أقوال الزعيم الليبي الراحل.. كنت قادرا على إبادة جميع الجرذان لكن تركت بعضها للجزائريين''. وهو نفس ما ذهب إليه آخر علق قائلا: ''إليكم أيها العرب المتفوقون في اللغة العربية.. ما هو محل هذه الجملة من الإعراب.. إذا التقيت جرذا ما أنت فاعل؟''. وذكر بن مصطفى بالتاريخ الكروي بين ليبيا والجزائر، فكتب: ''من بكري الليبيين معروفين بالشونتاج تجاه كل ما هو جزائري وأرجع للتاريخ وشوف واش داروا لبلومي وكويسي''. أما على صفحة ''كل نساء العالم تنجب أطفالا إلا الجزائريات تنجب أبطالا''، كتب ''علي ميشال'': ''.. إلى كل الليبيين.. لا تنسوا إحضار الناتو معكم إلى ملعب 5 جويلية''. وعلق ''أيا جوجو'' قائلا: ''باسمي وباسم الشعب الجزائري أبعث هذه الرسالة لكل عربي حاقد وحاسد لنا.. فليكن في علمكم أننا شعب فقدنا حلاوة الحياة يوم ولدتنا أمهاتنا وعشنا نقاتل ونكافح ومتنا من أجل أن تحيا الجزائر.. وليس من عادتنا الغدر، فنحن لم نغدر أبدا ومن غدرنا دفع الثمن غاليا واسألوا أبناء الفراعنة ما فعل بهم أحفاد ماسينيسا في السودان يوم تكلم الرجال وبكى المصريون في قنوات فسقهم.. واسألوهم لماذا لم يأتوا ويقابلونا على أرض هي أقرب لهم، واسألوا التونسيين وما فعلناه على أرضهم في 2004 يوم ظن السياح الأوروبيون أنهم في الجزائر وليس في سوسة''. ودعا ''فايسبوكيون'' من الطرفين إلى اتقاء نار الفتنة والابتعاد عن كل ما قد يفرّق بين الشعبين الشقيقين، ومنهم الجزائري الذي اختار له اسم ''لارتيست بازينتي'': ''واحسرتاه.. شخص يسب شعبا.. من أجل مباراة كرة قدم... ما هذا إلا جهل.. تعادي أناسا من أجل مباراة قدم تافهة.. توبوا إلا الله وتجنبوا هذه الفتنة''. وعلقت زهرة الربيع: ''هذه مجرد لعبة اسمها كرة قدم، فلا نجعلها كرة تقاذف وتبادل شتائم. الجزائري معروف بشهامته وروحه الرياضية ترفعوا عن الدنيا ولا تنشروا ما يسيء لإخواننا الليبيين، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. كفانا سيناريوهات مشابهة لما حدث في مصر لا تضحكوا علينا اليهود''. وكتب عبد القادر مرحبا بالليبيين في الجزائر: ''لعن الفتنة ومن أيقظها.. سيأتي الليبيون ويلعبون في الجزائر وسنستقبلهم في المطار بالحب والود وباقات الورود من كل الأشكال والألوان ونفرش لهم البساط الأحمر الفاخر وسيأكلون أشهى وألذ الأطباق وينامون في فنادق الخمس نجوم ويلعبون أمام جماهير جزائرية تعتبر من أجمل وأشد جماهير العالم تشجيعا لمنتخبها.. ستعيشون أجواء في الملعب لم تروا لها مثيلا من قبل وستبهركم الأجواء وتلتقطون الصور وأنتم تبتسمون وسنلعب معكم مباراة أخوة وصداقة وستعودون لبلادكم وفي مخيلتكم تلك اللحظات التاريخية الساحرة التي عشتموها في الجزائر''.