كشف اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ عن تصاعد خطير للمشادات والاحتجاجات في الابتدائيات والثانويات، بسبب قرار الوزير السابق تحويل أقسام من الطورين الأول والثالث لمواجهة الاكتظاظ، وكشف عن لقاءات ماراطونية بين المديرين المركزيين والمفتشين العامين لاحتواء ''سخط الأولياء الناتج عن سوء تسيير ومتابعة إنجاز الثانويات الجديدة''. شرع الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ في لقاءات تنسيقية ومشاورات لوقف النزاعات والاحتجاجات التي اندلعت تبعا لقرار الوزير السابق، تحويل عدد من الابتدائيات إلى ملحقات ثانويات ومتوسطات وتخصيص أقسام وحجرات داخل الثانويات لمواجهة الاكتظاظ في عدد المتمدرسين في أكثر من عشر ولايات. وكشف رئيس الاتحاد، خالد أحمد ل''الخبر''، في هذا الإطار، عن حالة قلق شديدة في أوساط أولياء تلاميذ، ثاروا على قرار الوصاية، وانقسموا إلى جبهتي نزاع في عدد من الولايات، بين جهة رافضة ''للاستحواذ'' على الابتدائيات، وأخرى لم تهضم قرار وزارة التربية تخصيص أقسام في الثانويات والمتوسطات لاحتواء الفائض من تلاميذ الابتدائي والعكس. وحسب محدثنا، فإن الأمور بلغت درجة من الخطورة لا يمكن السكوت عنها، وما خروج التلاميذ في عدد من الولايات إلى الشارع إلا مؤشر على سوء تخطيط وتسيير من قبل الوزير السابق، وتقصير كبير من قبل مصالحه في متابعة وتيرة إنجاز الثانويات الجديدة. وقال خالد أحمد إن ظاهرة الاكتظاظ ليست السبب الوحيد وراء احتجاجات الأولياء والتلاميذ على حد سواء، وأشار إلى مشكل أكثر خطورة، من المفروض أن تكون وزارة التربية قد قضت عليه منذ سنوات، ويتعلق الأمر بمادة الأميونت التي مازالت تتواجد في مؤسسات تربوية عديدة في ولايات مختلفة. وإن كان محدثنا قد أكد بأن نسبة تواجد هذه المادة السامة والقاتلة، لا تتجاوز 10 بالمائة، إلا أنه شدد بالمقابل بأن عدم غلق المدارس والمتوسطات والثانويات التي مازالت تعاني من المشكل، لحد الآن يعرض حياة المتمدرسين إلى الخطر دون تحرك المصالح المختصة. وطالب اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بلقاء مستعجل مع وزير التربية الجديد، لإطلاعه على خطورة الوضع، تجنبا لانفجار أصبح وشيكا في العلاقة بين أولياء التلاميذ، بسبب قرارات سبقت تعيينه على رأس القطاع، في ظل تهديدات المعنيين الساخطين على هذه الإجراءات بتصعيد احتجاجاتهم. وقال رئيس الاتحاد إن تنظيمه سيضع على مكتب الوزير حلولا استعجالية لمختلف المشاكل المسجلة، لاسيما الاكتظاظ، على غرار اقتراح إنشاء مؤسسات تربوية جاهزة في جميع الولايات التي تعاني من هذا المشكل، لامتصاص الفائض من عدد التلاميذ، في انتظار تسليم الثانويات الجديدة.