ذكر وزير الخارجية، مراد مدلسي، أن انتشار السلاح في ليبيا كأحد آثار ''الثورة'' على نظام القذافي، أحد أهم عوامل مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، ومثلما أدان الوزير مدلسي الفيلم المسيء للرسول الكريم، أدان مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين، مطالبا ب''إطار قانوني دولي'' لمعالجة مثل هذه الحالات (الإساءة للديانات) قائلا: ''من غير المقبول المساس بالمعتقدات الدينية باسم حرية التعبير''. تعاطى وزير الخارجية، مراد مدلسي، مع حادثة مقتل السفير الأمريكي وثلاثة دبلوماسيين في بنغازي الليبية، وفق شقين، الأول أدان فيه الفيلم الذي أنتج في أمريكا وفيه ''اعتداء على الدين''، والثاني أدان فيه ''هجمات بنغازي''. ولفت الوزير مدلسي في حوار خص به الصحيفة الإسبانية الشهيرة ''ألباييس'' أن هذه الأحداث تثير تساؤلا: ''هل يوجد نظام حكم عالمي يضع حدا لهذا التكفير؟ أخشى أنه غير موجود''، واقترح مدلسي اجتهاد النظام العالمي ''لتطوير إطار قانوني للمنظومة الدولية للتعامل مع هذه الوضعيات.. من غير المقبول أنه باسم حرية التعبير أن البعض يريدون تحطيم المعتقدات الدينية''. وسئل مدلسي الذي زار إسبانيا في اليومين الأخيرين، إن كان قد فوجئ بمقتل السفير الأمريكي قياسا للوضع في ليبيا فأجاب: ''ليبيا بلد تتدفق الأسلحة فيه بسهولة... منذ أكثر من عام تم التحذير انطلاقا من الجزائر أن سقوط النظام السابق سوف يشجع الإرهاب''، وينسحب الوضع الجديد في ليبيا، يقول مدلسي، على تطورات شمال مالي ''حيث القدرات الجديدة للإرهابيين بواسطة السلاح القادم من ليبيا وأيضا عدم استقرار نظام الحكم''. ورفض وزير الخارجية الإعلان بشكل رسمي عن مقتل الدبلوماسي الجزائري، الطاهر تواتي، على يد خاطفيه من المجموعة الإرهابية ''التوحيد والجهاد''، قائلا في هذا الصدد ''لم ننته بعد من الإحاطة بملابسات الاغتيال وليس من السهل القيام بذلك''، وحول مكافحة الإرهاب في الساحل، رمى الوزير بثقل المسؤولية في جانب الشركاء الغربيين والأفارقة ''لأن الجزائر تقف في الصف الأول ولسنا وحدنا في ذلك، فقد طالبنا من شركائنا الأوروبيين والأفارقة بتعميق التعاون في ثلاثة ميادين: التعاون الاستخباراتي، مكافحة الإرهاب والتكوين وتوفير معدات خاصة''. ووصف الوزير جماعة ''التوحيد والجهاد'' في غرب إفريقيا، بالتنظيم الذي ''يقف نفس المسافة بين الإرهاب وتجارة المخدرات''، وسئل في هذا الشأن عن قراءات في الصحافة الجزائرية تتحدث عن أن هذا التنظيم صناعة مغربية فقال ''نعلم بهذه القراءات... أؤكد بكل إيجابية أننا في جويلية الماضي عقدنا في الجزائر أول اجتماع بوزراء الخارجية لبلدان المغرب العربي خصص للأمن''. وأقر مدلسي من جهة أخرى، بعدم تقدم أداء لجنة تمنراست (هيئة الأركان المشتركة لبلدان الساحل الإفريقي''، وعاد بالمسؤولية في ذلك للأزمة الليبية.