''عندما استيقظت من النوم، التقيت بوالدي بفناء المنزل، الذي استفسرني عن سبب وجودي بالبيت، ولم أشعر إلا وأنا أضربه بواسطة قضيب حديدي، لأتوجه بعدها لزيارة والدتي التي كانت في ضيافة خالتي بحي باب الوادي بالعاصمة''، هكذا اعترف ''محمد.ج'' وببرودة أعصاب بقتل والده صاحب 68 سنة بدرارية بالعاصمة. الجريمة وقعت بتاريخ 11 جويلية من السنة الجارية، وهو اليوم الذي كان فيه الوالد بمفرده في الفيلا على غير العادة، ولم يظن أن تكون نهايته على يدي أعز الناس إليه . فعند استيقاظه من النوم في حدود الساعة العاشرة صباحا، ونزوله إلى فناء المنزل، التقى بابنه محمد، لم يتبادلا التحية كالمعتاد، بل كان هذا آخر لقاء بينهما أراده الابن أن يكون بالدم، حيث قام بطعن من رباه بعدة طعنات بواسطة سكين، ولم يكتف بهذا الحد بل قام بذبحه وجرده من ثيابه، ليتركه غارقا في دمائه بالقرب من سلالم الفيلا. حينها توجه إلى الحمام، لغسل يديه من الدماء وإخفاء أثار للجريمة، ليغادر المنزل وكأن شيئا لم يحدث. غير أن هروبه لم يدم طويلا، ففي نفس اليوم وعند منتصف النهار تلقت قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر اتصالا للتنقل فورا إلى حي ''س'' بالدرارية بالعاصمة، لوجود شخص مصاب بجروح. وعند دخول رجال الشرطة القضائية إلى الفيلا مكان الجريمة، وجدت جثة الضحية غارقة في بركة من الدماء بالقرب من السلالم، حيث كانت تحمل عدة طعنات على مستوى الظهر والصدر والرقبة، ليتم نقلها إلى مستشفى الدويرة، لتبدأ عملية جمع البصمات، وبعد التحريات الميدانية تم تحديد هوية الفاعل وهو الابن محمد، صاحب 32 سنة من العمر. جيران الضحية كانوا من بين الشهود التي استندت إليها تحقيقات محكمة الشراقة، ومن بينهم الجار ''م''، الذي قال ''أنه بتاريخ الوقائع، تم إخطاره من أحد البنائين بوجود خلاف بمسكن الضحية، وعند تنقله إلى المكان تفاجأ بعناصر الأمن تحيط بالمسكن، وكم كانت صدمته كبيرة عندما وجد جاره ملقا على الأرض، غارقا في دمائه، ليؤكد أن الجاني معروف بالحي ويشكل خطرا على أهله والجيران، وهو ''الابن محمد''. وحسب ما توصلت إليه تحقيقات مصالح الشرطة، فإن أسباب الجريمة ترجع لخلاف بين الابن وأباه، مما جعل الوالد يهدد فلذة كبده برفع دعوى قضائية نتيجة التصرفات غير اللائقة تجاهه وتهديده بالقتل، حيث عثرت الشرطة أثناء تفتيش غرفة نوم الضحية على عريضة موجهة إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة بتاريخ 24 جوان الماضي ضد الابن ''تتضمن أن الوالد مهدد بالقتل''، كما أن الوالد كان في كل مرة يهدد ابنه بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية وبيع الفيلا. وقد تم تحويل الجاني إلى مستشفى الأمراض العقلية فرانتز فانون بالبليدة، بعد أن تبين من خلال التحاليل والكشوفات الطبية أنه مصاب بمرض عقلي، فيما يتواصل التحقيق الذي قد يكشف عن تفاصيل أخرى للجريمة.