فتح رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني النار أمس، على وزراء الحركة المشاركين في الحكومة الجديدة ووصفهم ب''الخارجين'' عن الحركة التي ستتخذ مؤسساتها الانضباطية الإجراءات اللازمة في حقهم، وقال سلطاني إن من انضموا للحكومة ليسوا إطارات حمس ''من خالف قراراتنا لا يشرفني أن يكون وزيرا ويتسبب في شق عصا الطاعة داخل الحركة''. أكد زعيم حمس في تصريحات صحفية أعقبت كلمته الافتتاحية للندوة الوطنية لإطارات الحركة بحضور نور الدين النجل الأكبر للشيخ الراحل محفوظ نحناح، والوزيرين السابقين عبد الله خنافو وإسماعيل ميمون، أن الحركة تستنكر ما بدر من الوزراء المخالفين لموقف الحركة المقاطعة للحكومة والذين وصفهم ب''اللاهثين وراء تحقيق مصالحهم الشخصية''. وذكر أبو جرة أن الانشقاقات التي عرفتها الحركة مؤخرا لم يكن لها أي تأثير بدليل أن الحزب لم يعرف نزيفا في إطاراته، مؤكدا أن عدد المنشقين لم يتعد الخمسة أشخاص في أسوأ الحالات عبر كل ولاية، وصرح بأن التحضير للمحليات المقبلة يتم بصفة عادية تاركا الحرية للمناضلين في الدخول بقوائم خاصة بالحركة أو في إطار تكتل الجزائر الخضراء. كما دعا مناضليه وإطاراته إلى غلق ملف الجدل نهائيا حول المنشقين عن الحركة والالتفات إلى المستقبل، منتقدا وجود ثغرة إعلامية في جدار مؤسسات الحركة، داعيا إطاراته لسدها عن طريق سياسة إعلامية جديدة أو العودة إلى التعامل بمبدأ الناطق الرسمي، وأشار إلى أن هناك شبه إجماع على أن أصل المشكلة يتعلق بضعف الانضباط القيادي، وقال إنه لا علاقة للقواعد النضالية بما حدث في الانشقاقين سنة 2008 بعد المؤتمر الرابع وفي 2012 بعد الانتخابات البرلمانية. وبخصوص التعديل الدستوري، جدد أبو جرة مطالبة حركته بضرورة التوافق على صياغة دستور جديد يغير طبيعة نظام الحكم على أن تقوم بصياغته لجنة محايدة، وقال رئيس الحركة أن رياح الربيع العربي ستهب على الجزائر لا محالة رغم ما سيتبعها من عنف من الذين استفادوا من الريع ولن يرضوا بالتغيير. أما عن رئاسة الحركة، فقال سلطاني إن المؤتمر القادم سيكون الفاصل بينه وبين منافسه عبد الرزاق مقري، حيث ستكون الكلمة الأخيرة للمناضلين، مؤكدا أنه ليس متمسكا برئاسة حمس لثقته في مقري الذي سيحقق المشروع الذي أنشأت الحركة من أجله. واستغل أبو جرة المناسبة للتأكيد على أن الحركة ليست عاجزة عن تنظيم تجمع أو مسيرة لنصرة النبي الذي تدرك بأنه يستحق أكثر من ذلك، منتقدا رد فعل الحكومات العربية التي قال إنها باعت ذمتها لأمريكا وأجنداتها، مشيرا إلى إن الإسلام هو المنتصر في الأخير.